ثورة مودريتش ولوكاس فاسكيز قبل أشهر من نهاية عقديهما

وكالات

شهدت مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة في ملعب كامب نو، السبت الماضي، خروج اثنين من لاعبي ريال مدريد على الخصوص مشار إليهم بشكل إيجابي بفضل مساهمتهم بفوز الفريق الأبيض في اللقاء بنتيجة 1-3، وهم: لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز، على الرغم أن الثنائي لم يشاركا أساسيين؛ دخل الكرواتي في منتصف الشوط الثاني لإضفاء الهدوء على خط الوسط الأبيض وانتهى به الأمر بالخروج مسجلًا هدفًا رائعًا عبر تمويه مزدوج وضرب الكرة بوش قدمه الخارجي؛ دخل الإسباني بدلًا من المصاب ناتشو في الدقيقة 42 في مركز الظهير الإيمن الذي بدأ يتأقلم عليه بشكل جيد تدريجيًا وقام بشوط ثاني رائع حيث غطى انطلاقات جوردي ألبا وعثمان ديمبلي بالإضافة إلى مساهمته في الهجوم ومرر كرتين بهدفين لكل من توني كروس وسيرجيو راموس ولكن الحارس البرازيلي نيتو منع دخولهما.

وتعتبر القضية أنهما لاعبان تنتهي عقودهما في يونيو 2021 (الآخر هو راموس)، ولا تتضمن فكرة إدارة نادي ريال مدريد اقتراح التجديد في كلتا الحالتين لأسباب مختلفة لكن كلاهما يقومان بأشياء رائعة لتغيير هذه الفكرة، وفي الواقع، فإن عقد مودريتش في الأصل كان ينتهي في الصيف الماضي 2020 ولكن اللاعب صاحب جائزة الكرة الذهبية 2018 كان لديه بند يحق له بتمديد عقده تلقائيًا لموسم إضافي حتى 2021.

مودريتش: القليل منه كثير
يقترب لوكا مودريتش، البالغ من العمر 35 عامًا، من نهاية مسيرته المهنية، ولكن على عكس ما قد يتوقعه البعض، فهو يقدم أكثر من مستوى عالي، وفي الموسم الماضي قلص المدرب الفرنسي زين الدين زيدان جهوده بشكل كبير (انتقل من الحصول على 3565 دقيقة في موسم 2018-2019 إلى الحصول على 2628 دقيقة في موسم 2019-2020) ووجد الكرواتي أفضل مستوى له، بالإضافة إلى توقيعه على أعلى معدل تهديفي له كلاعب في ريال مدريد (خمسة أهداف)، بالإضافة إلى أن بدايته في الموسم الحالي 2020-2021 تظهر بنفس اللون، حيث يحافظ زيدان على لياقته البدنية (كان بديلاً في الكلاسيكو للمرة الثالثة على التوالي) وهو يتألق عندما تحين اللحظة.

حتى في أحلك اللحظات مثل الهزيمة أمام شاختار دونيتسك في دوري أبطال أوروبا، قدم مودريتش شوط أول سيئ للغاية، مثل باقي لاعبي ريال مدريد، لكنه فتح الطريق لمحاولة العودة «ريمونتادا» عبر تسديدة رائعة انتهت بهدف في مقص مرمى الفريق الأوكراني لتقليص الفارق 1-3.

وخلال مقابلة مع مجلة «فور فور تو»، كشف مودريتش أنه لا يريد أن ينسحب من اللعب في المستوى العالي والذهاب إلى أحد الدوريات الأكثر هدوءًا: «أشعر أنني بحالة جيدة وأريد الاستمرار في لعب كرة القدم لبضع سنوات أخرى، أين؟ سنرى، وسأجلس مع مجلس الإدارة وسنجد حلاً مناسبًا للجميع، ولقد كنت هنا لمدة ثمانية مواسم، ثمانية مواسم رائعة ولقد شكلت علاقة جيدة مع أشخاص النادي جميعًا، ومهما حدث فلن تكون هناك مشكلة».

استعاد ريال مدريد هذا الموسم نسخة مشابهة جدًا لمودريتش، وتتمثل في مارتين أوديجارد، بعد عدة إعارات كان اللاعب النرويجي يكتسب فيها الثقة ويحسن مستواه، ويتطلع ريال مدريد إلى هذا العام باعتباره أحد الانتقالات الحاسمة بين أحد اللاعبين والآخر، حيث يعرف انه من الأمور الجيدة والتي ستعود بالنفع عليه أن يتشارك أوديجارد في غرفة تبديل الملابس لمدة عام مع لاعب كرة قدم مثل مودريتش.

ومع ذلك، فإن اللحظة الجيدة في اللعب التي يعيشها الكرواتي من شأنها أن تعزز موقفه وتمنحه التفاهم مع النادي للاستمرار معًا لمدة عام آخر، ويعتبر الراتب هو النقطة الأساسية والفارقة حيث يعتبر مودريتش من بين أفضل اللاعبين في فواتيرالنادي للرواتب، براتب يزيد عن عشرة ملايين يورو صافي لكل موسم.

لوكاس فاسكيز بمستقبل كظهير مع ريال مدريد
لوكاس فاسكيز، من جانبه، افترض أن هذا يبدو مثل موسمه الأخير في ريال مدريد، ففي سن 29 عامًا، ينتهي عقده والمنافسة الهائلة في الهجوم أغلقت الباب أمامه للحصول على مزيد من الدقائق، وهذا الأمر ليس غريبًا لأن النادي لم يفعل شيئًا أكثر من التعاقد مع لاعبين في مركزه الطبيعي في السنوات الأخيرة: فينيسيوس جونيور، إيدن هازارد، رودريجو جويس… ومع ذلك، فإن إدارته الجيدة لمركز الظهير الأيمن في الكلاسيكو، والتي كان قد أظهرها بالفعل في مناسبات أخرى، يمكن أن تغير الوضع.

يُعد داني كارفاخال هو رجل زيدان القوي في الحارة اليمنى، لدرجة أن اللاعب الذي كان مرشحًا بقوة لخلافته كان أشرف حكيمي ولكنه انتقل إلى إنتر ميلان، ويعتبر ألفارو أودريوزولا هو البديل في هذا المركز، لكنه لا يقنع المدرب الفرنسي كثيرًا، وهو ما كان واضحًا عندما أعطى الضوء الأخضر له ليذهب على سبيل الإعارة إلى بايرن ميونخ الألماني في يناير، على الرغم من خطر بقائه بلاعب واحد فقط كظهير أيمن نقس في تشكيلته، ولكن زيزو فعل ذلك وهو يعلم أنه في حالات الطوارئ يمكنه الاعتماد على ناتشو ولوكاس فاسكيز.

إذا أكد فاسكيز الأحاسيس الجيدة كونه لاعب مدافع في مركز الظهير، فيمكن أن يكون له مستقبل كرجل أبيض كورقة رابحة في الفريق، نظرًا لأنه لاعب قادر على الجمع بين الخط الدفاعي والهجومي وفقًا لاحتياجات الفريق، وأمامه فرصة لإثبات ذلك في مباراة ريال مدريد أمام بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني في أمسية اليوم في دوري أبطال أوروبا «شامبيونزليج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى