بورتريه: يونس العيناوي البطل الذي أوصل التنس المغربي للعالمية
عندما نستحضر اسم يونس العيناوي لا بد أن نتذكر بكل فخر واعتزاز مباراته التاريخية في نهائي بطولة استراليا المفتوحة للتنس سنة 2003 , عندما واجه البطل المغربي الأمركي أندي روديك في مباراة استمرت أزيد من خمس ساعات متواصلة من الندية والتنافس , أمام انظار البطل الأسطوري والمعلق جون ماكنرو والذي لم يترد في الاعتراف بأنها أفضل مباراة علق عليها في حياته .
يونس العيناوي لاعب تنس مغربي دون اسمه بحروف من ذهب في تاريخ اللعبة , استطاع ان يشد إليه أنظار الجمهور بالرغم أن كرة المضرب لم تكن تحظى بشعبية جارفة في المغرب , فصار الكبير والصغير يترقبون مبارياته بشوق , لتجدهم يحركون رؤوسهم ذات اليمين وذات الشمال , يترصدون حركاته الرشيقة فوق الأرضية الرملية , ويستمتعون به وهو يغازل الكرة الصفراء بإرسالاته الساحقة وإرتقاءاته العالية ليسدد “سماتش” يترك خصمه مسمرا في مكانه .
ولد العيناوي في 12 من شتنبر سنة 1972 بالعاصمة الرباط وقد حرص والداه على أن يتابع دراسته وأن يعطيها الأولوية في حياته , غير أن شغفه بالتنس كان يتعاظم تدريجيا , فكان يتدرب خارج أوقات الدراسة حيث يستيقظ باكرا ليبدأ تمارينه برفقة أخيه كريم قبل أن يلج لفصول الدراسة عند الساعة 8 صباحا .
كما كان كان يتدرب خارج أوقات الدراسة في أحد نوادي كرة المضرب بالعاصمة , قبل أن تأتيه فرصة الرقي بمواهبه وهو في سن الثامنة عشرة حين أقنع والديه بمساعدته على السفر إلى فلوريدا بالولايات المتحدة من أجل الاستفادة من دورة تدريبية في التنس كان لها بالغ الأثر في صقل موهبته.
سافر العيناوي إلى أمريكا وهناك اشتغل سائقا قبل أن يصبح لاعب تنس محترف , فاز خلال مساره بخمس بطولات لرابطة لاعبي التنس المحترفين كما كسب ملايين الدولارات طوال مسيرته الرياضية الطويلة.
وكان عام 2002 أكثر سنواته نجاحا إذ فاز بثلاث بطولات في الدار البيضاء والدوحة وميونيخ ووصل إلى ربع نهائي بطولة أميركا المفتوحة , وهو العام الذي تمكن فيه من تصدر التنصيف العالمي بعد فوزه ببطولة الدوحة .
وقد أعلن العيناوي اعتزاله في 6 يناير 2010 ببطولة اكسون موبيل بقطر , ليخلف وراءه تاريخ مليء بالإنجازات التي ستضل خالدة في سجل الرياضة المغربية , في انتظار بزوغ نجم بطل مغربي يعيد التنس للعالمية .