تُسجل النسخة الحالية من كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب حضورًا جماهيريًا ممتازًا، خاصة في المراحل الأولى من البطولة. فحتى الآن، بلغ متوسط الحضور الجماهيري حوالي 18 ألف متفرج لكل مباراة، وهو رقم مبشر ويشير إلى أن النسخة المغربية قد تتجاوز بسهولة أعلى متوسطات الحضور منذ التسعينيات، والتي لم تتجاوز 22 ألف متفرج/مباراة تقريبًا.
ويجدر بالذكر أن النسخ القديمة سجلت متوسطات مرتفعة نسبيًا بسبب قلة عدد المباريات وتأثير مباريات صاحب الأرض، أما النسخة الحالية فهي متميزة من حيث التنظيم واهتمام الجمهور بالمباريات المختلفة، ما يجعلنا نتوقع ارتفاع متوسط الحضور بشكل كبير مع تقدم الأدوار.
ورغم أن بعض المباريات لم تشهد امتلاءً كاملًا للمدرجات، فإن هذا الأمر طبيعي بالنسبة لكأس الأمم الأفريقية، وليس مؤشرًا على ضعف الإقبال الجماهيري. على عكس بطولة أوروبا، حيث يعتمد الحضور الجماهيري بشكل كبير على جماهير المنتخبات التي تتنقل بأعداد ضخمة، فإن المشجعين الأفارقة يواجهون تحديات لوجستية أكبر، بما في ذلك السفر لمسافات طويلة، وإجراءات التأشيرات، والاختلافات الاقتصادية، ما يجعل الحضور الجماهيري المحلي جزءًا أساسيًا من أي مباراة.
إضافة إلى ذلك، فإن الحافز الأساسي لحضور المباريات في أوروبا غالبًا ما يكون متابعة النجوم الكبار المنتشرين في أبرز الدوريات العالمية، وهو عامل غير متاح بنفس القوة في أفريقيا.
الخلاصة، أن الحضور الجماهيري في كأس الأمم الأفريقية 2025 ليس ضعيفًا، بل إنه مبشر جدًا، ويعد مؤشرًا على نجاح البطولة التنظيمي والفني. النسخة المغربية تبدو حتى الآن الأفضل في تاريخ المسابقة من جميع النواحي، ونأمل أن تكون الأفضل كذلك على الصعيد الفني، لتظل محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم القارية.
عمرو البوطيبي _ هبة سبور


















0 تعليقات الزوار