من الإيقاف إلى المجد: عبد الرزاق حمد الله بطل كأس العرب وصانع الحلم المغربي

عبد الرزاق حمد الله
حجم الخط:

لم يكن عبد الرزاق حمد الله، اليوم، مجرد لاعب كرة قدم، بل كان قصة أمل مكتملة الأركان، وعنوانًا لمعنى الإصرار والعودة من قلب العاصفة. لاعبٌ شاءت الأقدار أن تضعه في أقسى الاختبارات، قبل أن تهديه لحظة الخلود الكروي مع المنتخب المغربي.

البداية لم تكن سهلة، بل كانت قاسية إلى حدٍّ كبير. طُرد حمد الله في مباراة عمان، وتعرّض للإيقاف لمباراتين، وسط موجة انتقادات جماهيرية حادة، جعلت الكثيرين يعتقدون أن مشاركته في البطولة انتهت قبل أن تبدأ، وأنه جاء إلى كأس العرب دون فائدة تُذكر. كل الظروف كانت تشير إلى نهاية مبكرة لقصة لم تُكتب فصولها بعد.

لكن كرة القدم، وكما تعوّدنا، لا تعترف إلا بمن يصبر ويؤمن. عاد حمد الله من الإيقاف ليجد فرصة غير متوقعة، بعد إصابة المهاجم الأساسي طارق تيسودالي، ليُمنح دقائق ثمينة في نصف النهائي أمام منتخب الإمارات. دقائق قليلة كانت كافية ليُغيّر مجرى اللقاء، حيث سجل هدفًا وصنع آخر، وكان أحد أبرز أسباب تأهل المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية.

وفي النهائي، اكتملت الرواية بأجمل فصولها. المنتخب المغربي كان متأخرًا في النتيجة (2-1) أمام الأردن، والبطولة كانت تبتعد شيئًا فشيئًا. من جديد، يدخل عبد الرزاق حمد الله من دكة البدلاء، وكأنه كُتب له أن يكون رجل اللحظات الحاسمة. هدف أول يعيد الأمل، وهدف ثانٍ يُشعل المدرجات ويقود المغرب إلى التتويج بكأس العرب للمرة الثانية في تاريخه.

المشهد كان تاريخيًا بكل المقاييس: اللاعب الذي خذل الجماهير في بداية القصة، أصبح هو نفسه البطل الذي أنقذ الحلم في نهايتها. عبد الرزاق حمد الله لم يربح مباراة فقط، بل ربح قلوب جماهير بأكملها، واستحق عن جدارة أن يُلقّب اليوم بـ بطل الشعب المغربي

عمرو البوطيبي _هبة سبور

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً