هبة سبور_عمرو البوطيبي
رغم الأداء الراقي الذي بصم عليه ياسين بونو رفقة الهلال السعودي، إلا أن المتتبعين لمساره مع الفريق يدركون جيدًا حجم التقلّب في مواقف بعض الجماهير و الصحافة الخليجية تجاهه، خاصة في لحظات الفراغ أو الهفوات العابرة.
فالمحبة التي يكنّها البعض اليوم للحارس المغربي الدولي، كثيرًا ما تكون ظرفية ومشروطة بتألقه اللحظي.
في وقت قريب، وتحديدًا قبل شهرين فقط، عجّت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع لجماهير الهلال تطالب برحيل بونو، وتُحملّه مسؤولية تراجع الفريق في بعض المباريات.
تجاهلت تلك الأصوات الأداء المتذبذب لعناصر الدفاع، خاصة علي البليهي وكاليدو كوليبالي، وركّزت النقد على بونو وحده، كأنه المتسبب الوحيد في كل العثرات و أنه هو الوحيد الذي يجب ان يحقق النجاح و التألق و ان بقية اللاعبين مجرد كومبارس.
المفارقة أن تلك الجماهير ذاتها هي من تهتف اليوم باسمه، في مشهد يعكس هشاشة العلاقة التي تربط بعض الأندية الخليجية بلاعبيها، خصوصًا الأجانب، والمغاربة على وجه التحديد. فبونو، مثل غيره من أبناء المدرسة المغربية، عاش فترات مدّ وجزر، كان فيها الدعم الجماهيري مشروطًا، لا يرحم، ولا يعترف بسجل التضحيات أو البطولات.
العودة القوية لبونو هذا الموسم لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة دعم معنوي كبير من الجماهير المغربية التي لم تتخلّ عنه، إلى جانب الحنكة التدريبية التي أظهرها الإيطالي إنزاغي، الذي أعاد التوازن للخط الخلفي بإعادة تمبكتي وإحياء كوليبالي، فيما أبعد البليهي الذي كان نقطة ضعف واضحة في المنظومة الدفاعية.
تجربة بونو في الهلال تُعيد إلى الأذهان معاناة لاعبين و مدربين مغاربة آخرين مع الأندية الخليجية، كالحسين عموتة وجمال السلامي، صلاح الدين بصير ،ممن لم يسلموا من التقلبات ذاتها، رغم ما قدّموه من نتائج وأداء. فالتجارب أثبتت أن بعض الأندية في الخليج، برغم الاحترافية المالية، لا تزال تعاني من محدودية الصبر والتوازن في تقييم اللاعبين، خاصة الأجانب منهم.
بونو اليوم هو “نجم الشباك الأول”، لكن التاريخ القريب يُظهر كيف يمكن أن ينقلب الإعجاب إلى هجوم شرس عند أول خطأ. لذلك، تبقى تجربة بونو نموذجًا حيًّا لمعاناة اللاعب المغربي في الملاعب الخليجية، حيث النجاح مؤقت، والولاء الجماهيري هش، وأي تقصير، ولو كان عارضًا، كفيل بقلب الصورة رأسًا على عقب.




















0 تعليقات الزوار