عمرو البوطيبي – هبة سبور
في مثل هذا اليوم، قبل أربعة عقود كاملة، شهدت كرة القدم واحدة من أكثر لحظاتها ظلامًا، في كارثة ستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة إلى الأبد.
ففي 29 ماي 1985، وقعت أحداث مأساوية على هامش نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة (المعروفة اليوم بدوري أبطال أوروبا)، الذي جمع بين ليفربول الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي على أرضية ملعب “هيسل” بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.
قبل انطلاق اللقاء بقرابة الساعة، قامت مجموعة من جماهير ليفربول باقتحام الحواجز الأمنية والتوجه نحو أنصار يوفنتوس، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الجماهير الإيطالية التي حاولت الفرار نحو الجدار المحيط بالملعب. ومع تدافع الجماهير، انهار الحائط الإسمنتي، لتقع كارثة مروعة راح ضحيتها 39 مشجعًا، من بينهم 32 إيطاليًا، و4 بلجيكيين، و2 فرنسيين، بالإضافة إلى مشجع من أيرلندا الشمالية، فضلاً عن مئات المصابين.
ورغم حجم الكارثة، قررت السلطات البلجيكية استكمال المباراة تفاديًا لأي اضطرابات إضافية، وهو القرار الذي أثار لاحقًا جدلًا كبيرًا. وانتهى اللقاء بفوز يوفنتوس بهدف دون رد من توقيع النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني من علامة الجزاء، في مباراة فقدت معناها أمام هول الفاجعة التي سبقتها.
وعقب الكارثة، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقوبات صارمة على الأندية الإنجليزية، بحرمانها من المشاركة في المسابقات القارية لمدة خمس سنوات، فيما نال ليفربول عقوبة أشد بحرمانه من المشاركة الأوروبية لست سنوات كاملة، وهو ما شكل نهاية جيل ذهبي من الفريق كان يقوده آنذاك النجم الأيرلندي الشهير إيان راش.
كارثة “هيسل” ليست مجرد حادث رياضي، بل جرس إنذار صارخ غيّر شكل تنظيم المباريات الكبرى، وأدى إلى تشديد معايير السلامة داخل الملاعب الأوروبية، لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.



















