معين الشعباني.. العقل المدبر الذي يُعيد كتابة تاريخ المدربين في إفريقيا

معين الشعباني
حجم الخط:

هبة سبور-عمرو البوطيبي

في سن لا يتجاوز 43 سنة، يخطّ معين الشعباني، المدرب التونسي الطموح، مسيرة استثنائية في عالم التدريب على المستوى القاري، مُكدّسًا الألقاب ومُرعبًا خصومه بخططه التكتيكية الذكية وروحه القتالية التي تنعكس على أداء فرقته في كل مواجهة مصيرية.

ثلاثية قارية تاريخية.. على بُعد خطوة واحدة!

بعد أن قاد الترجي الرياضي التونسي للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين، الأولى سنة 2018 على حساب الأهلي المصري والثانية سنة 2019 أمام الوداد البيضاوي المغربي، واصل الشعباني إثبات علوّ كعبه كمدرب من طراز خاص، ليعود هذه السنة ويظفر بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لسنة 2025 مع فريقه على حساب نادي سيمبا التنزاني.

إنجازات تجعله على بُعد لقب السوبر الإفريقي فقط من إكمال “المثلث الإفريقي” النادر (دوري الأبطال – الكونفدرالية – السوبر)، وهو ما لم يحققه أي مدرب إفريقي في مثل سنه. سيكون أصغر من بلغ هذا المجد إن تحقق، في سابقة من شأنها أن تُخلّد اسمه في سجلات كرة القدم الإفريقية.

مدرب مُرعب تكتيكيًا.. قراءته للّعب لا تُخطئ

من تابع مباراة الذهاب في نهائي كأس الكونفدرالية هذا العام، يدرك تمامًا مدى دقة القراءة التكتيكية التي يتحلّى بها الشعباني. التحوّل الكبير بين الشوط الأول والثاني لم يكن صدفة، بل خطة مدروسة. اختار أن يدخل بقوة، بريتم عالٍ، ليُحسم اللقاء مُبكرًا إن أمكن، تاركًا الشوط الثاني لتثبيت السيطرة أو إدارة ما تبقى من المباراة.

فلسفته تُلخّصها مقولة: “غامر أو غادر”. ولا أدلّ على ذكائه الفني من كونه لم يُكرر أي سيناريو في النهائيات التي خاضها، دائمًا يُفاجئ، يُبدع، ويُغيّر، باستثناء نهائي الزمالك الذي التزم فيه بخطة تكتيكية محددة فرضتها ظروف المباراة.

الاجتهاد قبل كل شيء

ما يُميّز معين الشعباني حقًا، ليس فقط الألقاب، بل الاجتهاد اليومي، العمل المتواصل، والقدرة على التطوير المستمر. كل من واكب مسيرته يعرف تمامًا أنه لا يتعامل مع كرة القدم على أنها لعبة فقط، بل مشروع، رؤية، وهدف بعيد المدى.

في قارة تعجّ بالمواهب والضغوطات، أن يبرز مدرب بهذا الشكل، ويصنع الفارق في كل محطة، فذلك يتطلب أكثر من مجرد موهبة… يتطلب رؤية، انضباط، وذكاء نادر.

في انتظار مباراة السوبر الإفريقي، يظلّ معين الشعباني نموذجًا يُحتذى به، ومدربًا يحمل راية الطموح والإبداع في كرة القدم الإفريقية الحديثة