عمرو البوطيبي – هبة سبور
في مشهد كروي مثير يعكس عمق التداخل بين الرياضة والانتماءات المحلية، وجدت جماهير فريق نهضة بركان دعمًا مفاجئًا في تنزانيا، وبالضبط من أنصار فريق يانغ أفريكانز، غريم نادي سيمبا المحلي. هذا الدعم يأتي في سياق المباراة النهائية لكأس الكونفدرالية الإفريقية، والتي تجمع نهضة بركان بسيمبا التنزاني.
أحد المشجعين المغاربة الذين سافروا لمساندة الفريق البركاني كشف عن لقائه بمناصر متحمس لنادي يانغ أفريكانز وهو يشتري قميصًا لنهضة بركان من أحد المتاجر القريبة من ملعب “أمان” بجزيرة زنجبار، حيث تُعرض أقمصة النادي المغربي بشكل لافت. وعندما سأله عن السبب، أجابه المشجع التنزاني قائلاً: “لا أحب سيمبا، وأنا بطبيعة الحال مع يانغ أفريكانز، ولهذا سأشجع نهضة بركان بكل قوة خلال المباراة. لا أريد أن يحتفل خصمي المحلي بالكأس.”
وتابع المشجع ذاته حديثه بتفاؤل مفرط، متوقعًا فوز الفريق المغربي بنتيجة كبيرة قد تصل إلى خمسة أهداف دون رد، ما يعكس شحنة عاطفية كبيرة تتجاوز مجرد تشجيع عابر.
هذا الموقف يسلّط الضوء على مدى تأثير المنافسات المحلية في تشكيل خريطة التحالفات الكروية القارية. فرغم بعد المسافة والانتماء الوطني، يجد فريق نهضة بركان نفسه مستفيدًا من انقسام الشارع التنزاني الكروي بين قطبي دار السلام، سيمبا ويانغ أفريكانز.
ومن المرتقب أن تُجرى المباراة النهائية في أجواء مشحونة بالحماس والدعم الجماهيري، ليس فقط من المغاربة المقيمين بتنزانيا أو المسافرين لدعم ناديهم، بل أيضًا من جماهير محلية ترى في بركان ممثلاً مؤقتًا لطموحاتها ورغبتها في كبح جماح الغريم.
نهضة بركان، الذي يملك خبرة وتجربة معتبرة في المسابقة، سيدخل اللقاء وعينه على اللقب، مدعومًا هذه المرة بتعاطف جماهيري خارج التوقعات… من قلب تنزانيا.