عمرو البوطيبي
تتجه أنظار عشاق الكرة الإفريقية اليوم إلى المواجهة المرتقبة التي ستجمع بين أشبال الأطلس ومنتخب الفراعنة برسم نصف نهائي كأس افريقيا لأقل من 20 سنة ،في مباراة حاسمة لا تقبل القسمة على اثنين. لقاء يتجاوز حدوده الرياضية ليحمل في طياته شحنة من الذكريات، والأرقام، والطموحات المتقدة، حيث تعود المواجهة بين الطرفين محمّلة بتاريخ من الندية والنتائج المثيرة.
المدرب محمد وهبي، الذي يقود الجيل الحالي من الأشبال، يدخل هذه المباراة وهو يعرف جيدًا كيف يُروض المنتخب المصري، بعدما سبق له أن قاد منتخب الفتيان المغربي لاكتساح الفراعنة بخماسية تاريخية. كما كرر الإنجاز ذاته في التصفيات المؤهلة، حين تفوق على مصر بثنائية نظيفة، وأثبت مرة أخرى أن عقدة الأشقاء المصريين قد تكون حقيقية على مستوى الفئات السنية.
وما يزيد من وهج هذه المواجهة هو الانتصار العريض الذي حققه المنتخب المغربي على نظيره المصري في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بفرنسا، حيث سحقه بسداسية ، في مباراة ستظل محفورة في الذاكرة كأحد أعرض الانتصارات في تاريخ اللقاءات بين الطرفين. فوز لم يكن مجرد نتيجة، بل كان رسالة واضحة مفادها أن الكرة المغربية تعيش ثورة حقيقية على جميع المستويات
المواجهة المقبلة ستكون بمثابة تأكيد للهيمنة بالنسبة للأشبال، وفرصة لفرض الذات في محطة مفصلية، خاصة أن الفريق المغربي سبق له أن تفوق على المنتخب الأولمبي المصري في مناسبتين خلال عام واحد، ما يعزز ثقة اللاعبين ويضيف جرعة من الإصرار والرغبة في الفوز.
لكن، كما هي العادة، لا شيء محسوم على الورق. فالمنتخب المصري يملك من الاسم والتاريخ والخبرة ما يكفي ليجعل أي فريق يفكر ألف مرة قبل مواجهته. وهو ما يُضفي على المباراة طابعًا خاصًا، أشبه بصراع بين الماضي والحاضر، المجد والتحدي، الندية والرغبة في البقاء على القمة.
كل هذه المعطيات تجعل من المواجهة “طبقًا كرويًا مشحونًا بالتوابل”، حيث ينتظر الجمهور نزالًا تكتيكيًا وبدنيًا من العيار الثقيل، في رحلة لا تقبل الخطأ، ولا تعترف إلا بمن يحسن اللعب حتى آخر رمق.
فهل ينجح الأشبال في “القبض على الفراعنة” مجددًا؟ أم أن المصريين سيعيدون خلط الأوراق في ساحة التحدي؟ الجواب سيكون على المستطيل الأخضر… حيث تُصنع المجد وتُحسم الروايات.



















