تحركت وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة لمغربية مباشرة بعد توصلها بمنشور لشركة أديداس على مواقع التواصل الاجتماعي , ينسب تصميما للقمصان الرياضية يتضمن أنماطا للزليج المغربي ،لدولة شقيقة , وذلك عبر عقد اجتماع مع عدد من الخبراء القانونيين والمتخصصين لتدارس هذا الموضوع وأبعاده.
وقد خلص الاجتماع إلى اعتبار ما قامت به الشركة المذكورة استيلاءً ثقافيا على مكون مغربي تاريخي خالص وتطاولا على جزء مهم من التراث الوطني، وهو ما دفع الوزارة لتوجيه انذار قضائي للشركة عبر محاميها الأستاذ مراد العجوطي ، المحامي بهيئة الدار البيضاء مع تنبيهها بخطورة هذا الفعل على مشاعر المواطنين المغاربة وما يمكن أن يترتب عنه قانونيا بناءا على عدد من الحجج القانونية والوثاق التاريخية التي تتوفر عليها ترجمة الإنذار القضائي الموجه من طرف الأستاذ مراد العجوطي المحامي بهيئة الدار البيضاء نشرت صفحة Twitter الخاصة بشركة Adidas Mena ، في 23 سبتمبر 2022 ، صورة للقميص الجديد لفريق كرة القدم الجزائري ، بدعوى أن تصميم هذا القميص الجديد مستوحى من الأنماط الموجودة في “قصر المشوار بتلمسان”.
وجاء في رسالة الأستاذ مراد العجوطي :”توصلت من موكلتي وزارة الثقافة المغربية ، بملف يتضمن عناصر يبدو منها أن الأنماط المستخدمة في هذا التصميم الجديد تشمل تمثلات لفن الزليج المغربي ، وهو ما يشبه محاولة واضحة للاستيلاء الثقافي من خلال علامتكم التجارية.
وأضاف :”ظهر لأول مرة فسيفساء قطع الخزف الملون في المغرب في القرن العاشر ، والنماذج الموجودة في قصر المشوار بتلمسان مستوحاة من المغرب وشوهدت لأول مرة في المدرسة البوعنانية في فاس ومدرسة الزاوية. شالة. وردت هذه المعلومات في مقال علمي بعنوان “قصر المشوار (تلمسان ، الجزائر): ألوان الزليج وتصميمات زخارف القرن الرابع عشر ، نشرته مجلة ArcheoSciences 2019/2 (رقم 43-2)”.
وأكمل :”أن الأنماط المستخدمة في تصميم القميص الخاص بكرة القدم مستوحاة من الأنماط الموجودة في المعالم الأثرية لمدينة فاس وموقع شالة ، المدرجين في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عامي 1981 و 1985 ، تحتوي قائمة التراث العالمي على جميع السمات المعمارية والعمرانية” .
وأكد :”تعتبر المدينة القديمة لفاس محمية بنصوص تشريعية وطنية تهدف إلى حمايتها وتعزيز ، على المستوى المحلي ، إدراجها في قائمة التراث العالمي ، ولا سيما المرسوم رﻗﻢ 2.81.25 ﺻﺎدر ﻓﻲ 23 ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ 1401 22 ( أكتوبر 1981 ) ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 22.80 اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎريخية واﻟﻤﻨﺎﻇﺮ واﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻤﻨﻘﻮﺷﺔ واﻟﺘﺤﻒ اﻟﻔﻨﻴﺔ
كما يعد موقع شالة ، وهو مقبرة مرينية، هو أحد مواقع مدينة الرباط المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي كأصل ثقافي”.
واستطرد الاستاذ مراد العجوطي :” في نازلة الحال قام المصممون التابعون لشركتكم بالسطو على أحد أشكال التعبير الثقافي التقليدي هذه وأعادوا استخدامها خارج سياقها ، متجاهلين أهميتها الثقافية ، وتحريف أصلها ، مما تسبب في إلحاق ضرر جسيم بأصحاب الحقوق.
حيث يمكن أن يؤدي الاكتفاء بنسخ التصاميم دون التمعن في تاريخها و أهميتها الثقافية و وأصل إنشائها إلى تقويض هوية مجتمع بأكمله.
يجب أن ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن ماقمتم به يتجاوز الاستغلال الاقتصادي لهذه العناصر من الهوية الثقافية المغربية. حيث يعتبر اسناد مكون ثقافي مغربي إلى بلد آخر تدخلا سياسيا غير مبرر يتعلق بامحاولة السطو على لمكون ثقافي و اسناده لبلد أخر ما سيساهم في فقدان أو تشويه المعنى الأصلي لهذه العناصر الثقافية
ووجه المحامي المغربي انذارا للشركة الرياضية قال فيه :” أنذركم بسحب هذه المجموعة من القمصان الرياضية المشار اليها في غضون 15 يومًا من استلام هذه الرسالة ، أو تخصيص بيان صحفي يبين أن التصاميم المستعملة في هاته القمصان الرياضية مستوحاة من فن الزليج المغربي ، و تخصيص جزء من الأرباح للحرفيين المغاربة أصحاب الحقوق.
تحتفظ وزارة الثقافة المغربية بحقها في استخدام كل المساطر القانونية المتاحة أمام المحاكم الألمانية والدولية ، وكذلك أمام المنظمات المتعلقة بحماية التراث وحقوق الملكية الفكرية مثل واليونسكو و المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية ، من أجل حماية عناصر التراث الثقافي المغربي من محاولات الاستحواذ الثقافي الغير المشروعة .”