مشروع فريق الجيش : مولود خلق مشوه
ادريس دحني
يعرّف المشروع الرياضي بأنّه عمل تقوم به ادارة فريق من اجل تنفيد فكرةً معيّنة للوصول لهدف منشود ، ومن أجل نجاحه لا بد من توفر بعض الشروط الرئيسيّة كالموارد الماليّة، والمعرفيّة، وادارة تقنية , اضافة لكوادر متخصصة في عدة اقسام , كالتسويق والتكوين البيداغوجي , والطب النفسي , والشق القانوني والاداري …
ويتم إعداد المشروع الرياضي من طرف أعضاء مكتب الفريق , بالتنسيق مع المدرب والادارة التقنية , حيث يتم ضبط المعطيات المادية والبشرية المتوفرة , والوقوف على مكامن الخصاص , قبل وضع برنامج رياضي دقيق يتم فيه تحديد الأهداف والغايات المراد الوصول إليها , تم يبدأ تنفيد كل ما تم تسطيره , مع القيام بتقويمين إثنين الأول مرحلي يكون خلال الموسم الرياضي , والثاني نهائي يكون نهاية الموسم .
وبالعودة إلى المشروع الرياضي لفريق الجيش الملكي , يتضح أنه أهمل عدة أركان , مما تسبب في إنهياره قبل تدشينه , فلم يخطئ إنشتاين عندما قال “إن الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة” , لأن إدارة الجيش تكرر نفس أخطاء الماضي , (مع التحفظ على مصطلح الغباء القدحي) دون أن تتعلم ,حيث تصر على عقد انتدابات لا تليق بقيمة فريق مرجعي و تخضع لآهواء المدربين الذين يتعاقبون على النادي كل نصف موسم أو موسم على أكثر تقدير , وهو ما تسبب في مواصلة تراجع نتائج الفريق , وابتعاده إكثر فأكثر عن منصات التتويج , ناهيك عن انقطاع حبل الود بين الجمهور الغاضب وادارة الجيش .
ولأن جمهور الجيش سئم من الإخفاقات المتوالية , أصبح يرفع شعار البطل الأرستقراطي في رواية The Leopard للكاتب جوزيبي دي لامبيدوزا: “يجب أن يتغير كل شيء حتى يظل كل شيء على حاله” , بحيث يصر على رحيل الادارة برمتها ويراهن على ادارة جديدة بدماء جديدة يمكنها اخراج ” الزعيم من عنق الزجاجة .
وفي انتظار عودة “الزعيم” لا بد أن يتم تشريح الوضعية المزرية التي أصبح يعيشها , وتحديد مكامن الخلل , لوضع خارطة طريق أمام المسؤولين على النادي لإعادته للحياة وإنقاده من الموت السريري , ومنح مؤشرات إيجابية لجماهيره، وللرأي العام الذي يهمه صحوة فريق مرجعي من قيمة الجيش الملكي , والذي اسس من طرف الملك الراحل الحسن الثاني ليكون قاطرة الكرة المغربية .