ضعف مالية الأندية الوطنية سبب هجرة مواهبنا نحو الخليج

يوسف أقضاض

يلعب الجانب المالي و الإقتصادي للأندية المغربية لكرة القدم دورا فعالا في صنع الفارق بينها ونظيرتها المصرية و التونسية و الخليجية، إذ يكون سببا في هجرة أبرز نجوم البطولة الوطنية نحو هذه الدول لما توفره من تحفيزات مالية كبيرة تفوق ماهو متوفر لأكبر الأندية الوطنية.

وتتأثر البطولة الوطنية كثيرا بهجرة أبرز اللاعبين مما يفقدها قوتها ويضعف الأندية الوطنية التي تبقى عاجزة أمام صفقات الأندية المصرية و التونسية والتي تصل ميزانية فرقها لحوالي 30 مليار سنتيم في الموسم الرياضي و كذلك مع الفرق الخليجية التي أصبحت ملاذا خصبا لأحسن اللاعبين المحليين، في الوقت الذي لا تتعدى فيه ميزانية أكبر الفرق الوطنية 12 مليار سنتيم سنويا.

و أمام هذه الوضعية المتباينة و التي تضر مصلحة كرة القدم الوطنية، حيث أن إحتراف اللاعبين المغاربة خاصة بالخليج يضعفهم من الجانب التقني و البدني ويقلل حظوطهم لثمثيل أسود الأطلس.

وتشهد انديتنا ضعفا اقتصاديا وتسويقا لا يليق بحجمها ، ولا حتى بإشهار كبير يلبي طموحاتها و َيعكس تاريخها و شعبيتها الكبيرة ، مقارنة مع الفرق المصرية كالأهلي و الزمالك.

هي إذن إشكالية قد تعود لضعف التسيير أو عيب في المنظومة الرياضية في المغرب ككل، لكن بعد مشروع إقرار تحول الأندية الوطنية إلى شركات قد تكون بداية الطريق نحو بناء فرقنا الوطنية بشكل أقوى اقتصاديا وهو ما سيمكنها من الحفاظ على مواهبها الرياضية، و سيقوي عصبتنا الإحترافية كمنتوج رياضي أفريقي وعربي رائد خاصة في ظل الإبداع جماهير الأندية التي تتفوق دائما عند تصنيف أحسن الجماهير العالمية.

و أمام هذا الوضع الذي لا بخدم مصلحة كرة القدم الوطنية، إلى متى سيبقى هذا الضعف الإقتصادي الذي لا يعكس حجم و تاريخ و شعبية فرقنا الكبري ؟ و إلى متى ستبقى ميزانية انديتنا ضعيفة مقارنة مع الفرق المصرية كالأهلي و الزمالك؟.