لم يكن فوز المنتخب المغربي على نظيره الزامبي بثلاثة أهداف دون رد مجرد نتيجة كبيرة على مستوى النتيجة، بل عكس تفوقًا واضحًا في مختلف المؤشرات الرقمية والإحصائيات، التي أبرزت الفارق الكبير في الجودة والانضباط التكتيكي بين الطرفين خلال المواجهة.
وسيطر “أسود الأطلس” على مجريات اللعب بنسبة استحواذ بلغت 57%، مقابل 43% فقط لمنتخب زامبيا، وهو ما يعكس قدرة العناصر الوطنية على التحكم في نسق المباراة، وتدوير الكرة بذكاء، وفرض إيقاع لعب هادئ ومتوازن دون اندفاع غير محسوب.
على المستوى الهجومي، كانت الأرقام أكثر دلالة على الفارق، حيث سدد المنتخب المغربي 19 كرة، مقابل 5 محاولات فقط لزامبيا، مع تسجيل 5 فرص محققة، في حين فشل المنتخب الزامبي في خلق أي فرصة حقيقية طيلة أطوار اللقاء.
هذا التفوق الهجومي يعكس النجاعة الكبيرة للمنظومة الهجومية المغربية، سواء من حيث التحولات السريعة أو حسن استغلال الكرات الثابتة والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء.
في المقابل، كان حارس مرمى زامبيا الأكثر انشغالًا، بعدما اضطر للتدخل في 6 مناسبات، بينما لم يُجبر الحارس المغربي ياسين بونو على القيام بأي تصدٍ يُذكر، ما يؤكد أن الدفاع المغربي عاش مباراة مريحة، بفضل التنظيم المحكم والضغط العالي الذي حرم المنافس من بناء الهجمات.
وعلى مستوى الكرات الثابتة، حصل المنتخب المغربي على 5 ركنيات مقابل واحدة فقط لزامبيا، إضافة إلى تنفيذ 23 كرة ثابتة، في مؤشر واضح على الحضور المستمر في مناطق الخصم وفرض الضغط طيلة فترات المباراة.
أما من حيث الانضباط، فقد ارتكب لاعبو زامبيا 23 خطأ، مقابل 12 فقط للمغرب، نتج عنها حصول المنتخب الزامبي على 4 بطاقات صفراء، مقابل بطاقة واحدة لـ”أسود الأطلس”، ما يعكس الفارق في التعامل مع مجريات اللقاء بين منتخب لجأ للخشونة، وآخر حافظ على هدوئه وانضباطه التكتيكي.
كما تفوق المنتخب المغربي في عدد التمريرات، بإجمالي 467 تمريرة مقابل 353 لزامبيا، وهو مؤشر إضافي على الجودة التقنية والقدرة على الخروج السلس بالكرة، رغم تفوق المنتخب الزامبي في عدد التدخلات (19 مقابل 14)، في محاولة لتعويض الفارق الفني بالقوة البدنية.
تؤكد مجمل الإحصائيات أن فوز المنتخب المغربي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة منطقية لتفوق شامل في الاستحواذ، والفعالية الهجومية، والتنظيم الدفاعي، والانضباط التكتيكي، وهي مؤشرات إيجابية تعزز ثقة الجماهير في المسار التصاعدي لـ”أسود الأطلس” مع اقتراب الأدوار الحاسمة في المنافسة القارية.
الأرقام لا تكذب، المغرب دخل القارة بعقلية بطل وليس مجرد منافس
التاريخ يعود بلغة الأرقام، ومن لا يحترمها سيدفع الثمن في الميدان
هذه الأرقام تؤكد أن المغرب جاهز للذهاب بعيداً بلا خوف
حين تتكلم الإحصائيات يصمت المشككون، أسود الأطلس رقم صعب في المعادلة
قوة المغرب اليوم مبنية على أرقام لا على شعارات، وهذا أخطر ما فيه
المنتخب المغربي يتقدم بثبات، والأرقام شاهدة على شخصية بطل