مرّ المنتخب الوطني الرديف خلال الأيام الأخيرة بحالة غير صحية من الجدل المفتعل، بعدما تحوّل قرار تقني بسيط إلى مادة دسمة لبعض الصفحات التي اختارت تضخيمه خارج سياقه، خصوصاً عقب وضع الحارس بنعبيد في دكة الاحتياط. قرار المدرب طارق السكتيوي، الذي سبق أن نال إشادة واسعة في الأولمبياد والشان، قُدم للرأي العام وكأنه خطأ جسيم، رغم أن صلاح الدين شهاب قدّم مباراة هادئة وطبيعية بين الخشبات الثلاث، دون أن يقترف ما يبرر كل هذه العاصفة من الانتقادات.
الناخب الوطني طارق السكتيوي بدوره كان واضحاً: المنتخب ليس مجالاً لتوازنات الأندية، ولا ساحة للمجاملات. الاختيارات تُبنى على ما يخدم المجموعة، وليس على حجم الضغط الصادر من هنا أو هناك. ورغم هذا الوضوح، استمرت بعض المنصات في النفخ في الجمر، وكأنها كانت تنتظر أول تعثر لتتحول الانتقادات إلى هجوم مباشر على المدرب، بدل مساءلة الأداء بعين موضوعية، أو الحديث عن الأسماء التي لم تقدم ما كان منتظراً منها.
اليوم، وفي خضم هذه الفوضى، يحتاج المنتخب إلى شيء واحد فقط: الهدوء. الهدوء الذي يسمح بتصحيح الأخطاء، وإعادة ترتيب الأفكار، والتحضير للمباراة المقبلة بمعنويات مرتفعة. أما المحاسبة، فإن مكانها الطبيعي يأتي بعد نهاية البطولة، لا وسطها، حين يكون الفريق في أمسّ الحاجة للتركيز.
بنعبيد حارس مرموق أثبت قيمته، وشهاب كذلك يستحق المكانة التي نالها بفضل اجتهاده ومساره مع نادٍ كبير. وكلاهما يؤديان المهمة ذاتها: الدفاع عن راية الوطن. لا أحد أكبر من المنتخب، ولا أحد خارج منطق التنافس الشريف الذي يقرره الطاقم التقني.
لقد آن الأوان لأن تدرك الجماهير أن النادي، مهما كان حجمه، يبقى مجرد مرحلة في مسار لاعبٍ ما، بينما المنتخب هو القمة. مصلحة الفريق الوطني يجب أن تعلو فوق جميع الاعتبارات، بعيداً عن تجاذبات المنصات وتصفية الحسابات التي لا تزيد المشهد إلا تشويشاً.
المنتخب بحاجة إلى دعم، لا إلى ضجيج… وإلى نقد بنّاء، لا إلى حملات موجّهة. فالطريق ما يزال طويلاً، والاستحقاق أكبر من نزاعات الأندية.
عمرو البوطيبي _هبة سبور




















0 تعليقات الزوار