برشلونة لا يمانع في رحيل راكيتيتش

قرر نادي برشلونة منح الكرواتي إيفان راكيتيتش، نجم خط وسط الفريق، مهلة لمدة شهرين لرؤية كيف سيكون دوره مع فريق المدرب إرنستو فالفيردي، لكن يبدو أن النادي لم يغلق الباب أمام إمكانية رحيله عن ملعب «كامب نو» خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل.

النادي الكتالوني أنكر أنه تصرف بشكل سيئ حين رفض بيع راكيتيتش إلى نادي يوفنتوس الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لكن وضع اللاعب في «البلوجرانا» منذ مطلع الموسم الحالي يدعو للقلق.

إرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة حذر إدارة ناديه مؤخرًا من أن الكرواتي الدولي، والذي يمتد تعاقده مع النادي الكتالوني حتى 2021، لا يركز بشكل كامل مع الفريق، وأن اللاعب يفضل بالفعل خيارات أخرى.

راكيتيتش، والذي حصل على وعد من جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة، بتحسين عقده وهو ما لم يحدث أبدًا، تفاجئ بتقليص دوره في الفريق خلال الموسم الحالي، رغم تمسك إدارة ناديه به خلال الصيف الماضي.

اللاعب قام بالتعبير عن غضبه لبعض زملائه المقربين سرًا خلال الأسابيع الماضية، لكنه انفجر أخيرًا وخرج بتصريحات علنية قال فيها: «لا أريد أن يكون وجودي في برشلونة لمجرد السير على الشاطئ»، وذلك خلال وصوله إلى معسكر منتخب كرواتيا أثناء فترة التوقف الدولي في أكتوبر الجاري.

راكيتيتش يعد مثالًا يحتذى به للاعبين، أداءه في برشلونة منذ وصوله إلى ملعب «كامب نو» في صيف 2014 كان مثاليًا، وربما بسبب ذلك كان ينتظر اللاعب مبادرة تقدير من النادي حين عاد في صيف 2018، بعد موسم استثنائي مع النادي وأداء مميز مع منتخب بلاده في مونديال روسيا.

لكن ما حدث من برشلونة بتجاهل تقدير راكيتيتش جعل اللاعب يفكر في العروض المقدمة له، بداية من عرض نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، والعرض المقدم من نادي إنتر ميلان، والذي كان سيجعله يلعب بجوار عدد من مواطنيه أمثال مارسيلو بروزوفيتش وإيفان بيريسيتش وسيمي فيرساليكو، لكن في ذلك الوقت كان راكيتيتش لاعبًا لا يمكن الاستغناء عنه لدى فالفيردي، الذي طالب باستمرار اللاعب وتمديد تعاقده مع النادي الكتالوني.

راكيتيتش، والذي قدمت من أجله عروض أكبر بكثير مما دفعه برشلونة لضمه من نادي إشبيلية في صيف 2014، انتهى به المطاف ليستمر في «كامب نو»، وباستثناء مباراة «أنفيلد» أمام ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، كان أداء راكيتيتش رائعًا، وقدم لمحات رائعة من بينها هدف استثنائي في شباك ريال مدريد في ملعب «سانتياجو بيرنابيو» في الدوري الإسباني، في المباراة التي انتهت بفوز النادي الكتالوني بهدف نظيف.

«لنجعل الكتلان يحتفلون»، كان ذلك ما قاله راكيتيتش حين انضم إلى برشلونة، واستقبال الجماهير له ضد إشبيلية قبل أيام قليلة بحفاوة بالغة، يتحدث عن التقدير الذي تكنه الجماهير لأحد أهم لاعبي الفريق في حقبة ما بعد تشافي هيرنانديز في وسط الملعب، وبعد معاناة الفريق لفترة، منح راكيتيتش بعض من المساحة للتنفس لزميله سيرجيو بوسكيتس، وجاءت فكرة المحور المزدوج التي طبقها فالفيردي في موسم 2017-2018 لتمنح برشلونة القوة، لكن يبدو أن الأمور تغيرت في الأشهر الأخيرة.

وحتى الآن، لا أحد في برشلونة يرغب في إغلاق صفحة راكيتيتش مع النادي، والنادي يعلم جيدًا أن يوفنتوس وإنتر ميلان يرغبان في التعاقد معه، لكنهم يفضلون الانتظار أيضًا، ومنذ انطلاق الموسم تبدو منطقة الوسط في برشلونة مزدحمة بالعديد من اللاعبين المميزين، ولا يرغب النادي أن تتسبب أي أزمات في إفساد الموسم.

ويدرك النادي جيدًا أن اللاعب المعتاد على المشاركة يكون موقفه حساس دائمًا، وهذا هو السبب في أنه إذا ظل الوضع الحالي قائمًا مع راكيتيتش قبل عطلة أعياد الميلاد، فإن النادي قد يترك الكراوتي يرحل بعد 5 سنوات ونصف قضاها مع الفريق، ولم يبخل خلالها بقطرة عرق واحدة من أجل قميص «البلوجرانا».

زر الذهاب إلى الأعلى