هذا ما تغير في تشيلسي لامبارد منذ هزيمة يونايتد والسوبر

تشهد الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز موقعة قوية عندما يواجه ليفربول، بطل أوروبا، تشيلسي، مواجهة بين فريقين ربما ظروفهما تتشابه بعد ما حدث منتصف الأسبوع قارياً، ولكن الوضع فيما يخص البلوز يبقى مختلفاً.

تشيلسي دخل موسم 2019-2020 وهو يعلم أنه لن يكون سهلاً، الحظر في سوق الانتقالات ورحيل إيدن هازارد مهد للأمر، ثم جاء رحيل ماوريتسيو ساري وتعيين فرانك لامبارد ليعلن عن نوايا الفريق هذا الموسم بتجديد الدماء.

بداية لامبارد للموسم كانت كارثية، سقوط برباعية في “أولد ترافورد” أمام مانشستر، ثم السقوط في السوبر الأوروبي أمام ليفربول، فماذا تغير في صفوف البلوز منذ ذلك الحين بعد مرور قرابة الشهر على تلك الأحداث؟

يمكن عكس السؤال، ماذا لم يتغير في تشيلسي منذ لقاءي يونايتد والسوبر؟ فرانك لامبارد كان واضحاً منذ البداية في الاعتماد على العناصر الشابة وتثبيت أقدامها في التشكيل الأساسي، وهو ما أتى ثماره مع الثنائي ميسون ماونت وتامي أبراهام.

ربما لا يكون ماونت بنفس مستوى هازارد، ولكن نجح في إظهار شخصية كبيرة مقارنة مع صغر سنه، بالإضافة لموهبة كبيرة سواء تم توظيفه خلف المهاجم أو على الطرف، مما أعطى الفريق حلولاً في صناعة اللعب والهجوم.

أبراهام هو الآخر كان مميزاً، وتألقه التهديفي وحسه العالي في منطقة الجزاء شجع البعض على عقد المقارنات مع أسطورة البلوز ديديه دروجبا، بل أن دروجبا نفسه رحب بالمقارنة، واعتبر أن الإنجليزي الشاب قد يكون خليفته.

منذ اللقاءات الأولى وتشيلسي لامبارد يقدم كرة قدم هجومية ممتعة، حتى في الخسارة من يونايتد بالرباعية كان “فنياً” هو الطرف الأفضل، وفي لقاء السوبر أمام ليفربول كذلك، وهو ما ساعد الفريق مثلاً في اكتساح وولفرهامبتون بملعبه، ولكن رغم ذلك، المتابع للفريق يشعر أن لعبه يشوبه نوعاً ما من السذاجة.

فريق لامبارد يقدم كرة قدم مميزة ولكن دفاعياً ضعيف وغير متماسك، وأقل ضغط من الخصم مهما كانت قوته الفريق ينهار وتظهر الثغرات كما حدث أمام شيفيلد عندما فرط في التقدم بهدفين، كما أنه يعاني ذهنياً عندما يتفوق الخصم في النتيجة ويقابل صعوبات في العودة مثلما كان الحال الأسبوع الماضي أمام فالنسيا بالأبطال.

بعد ست جولات من عمر الدوري كان يجب أن يبدأ لامبارد في تدارك تلك الأخطاء ويظهر الفريق نوعاً من التحسن والثبات في المستوى، ولكن نفس الأخطاء الدفاعية تتكرر، خصوصاً الفردية، كما أنه لا يزال يعاني من آفة تذبذب الأداء من مباراة لأخرى، فبعد الفوز مثلاً على وولفز برباعية، عاد وسقط في ميدانه أمام فالنسيا المتعثر محلياً.

البعض قد يعوز الأمر لقلة خبرة معظم لاعبي الفريق وقلة الحلول، وقلة خبرة لامبارد نفسه، ولكن كل تلك الأمور كانت في الحسبان عندما قررت إدارة النادي تعيينه مدرباً للفريق تحت الظروف الراهنة، وكان متوقعاً أن تلعب كل تلك العوامل دوراً في تشكيل تجربة أسطورة الفريق في القيادة الفنية.

مباراة ليفربول النتيجة الإيجابية بها ستعطي دفعة معنوية هائلة للفريق، ولكن لن تكون مؤشراً لاستقرار الأوضاع لأن على ما يبدو أن الموسم الحالي للفريق سيكون انتقالي بدرجة كبيرة، وعلى الجماهير التحلي بالواقعية فيما يتعلق بطموحاتها فيما يخص أهداف الفريق، خصوصاً وإذا أرادت أن ترى محبوبها لامبارد يبقى ضمن جدران النادي، ولكن السؤال سيبقى إذا كانت الإدارة بقيادة رومان أبراموفيتش ستتحلى بنفس هذا الصبر أم لا في حال استمرار عدم الاستقرار على صعيد النتائج والأداء.

زر الذهاب إلى الأعلى