ركلة جزاء “صحيحة” تثير السخرية من تقنية الفيديو في ألمانيا
حادثة فريدة في كرة القدم، فبعدما توجه اللاعبون في مباراة ماينز وفرايبورغ لغرف الملابس للاستراحة بين الشوطين، استدعاهم الحكم من جديد لينفذ ركلة جزاء. هذا التصرف “صحيح” قانونيا، لكنه لقي رفضا واستغرابا بين عشاق الكرة.
لا اعتراض على كونها ركلة جزاء، فقد كانت هناك لمسة يد، لكن احتساب ركلة الجزاء جاء بطريقة لم تحدث من قبل في التاريخ الكروي، الألماني على الأقل، وسبب استغرابا كبيرا داخل وخارج ألمانيا، حتى إن نجم إنجلترا السابق جاري لينكر وصفها على موقع “تويتر” بـ”هزلي”.
في لقاء مصيري للهروب من دائرة الهبوط من الدوري الألماني (بوندسليغا) استضاف ماينز، مساء الإثنين (16 مايو/ أيار) فريق فرايبورغ، في الجولة 30 من الدوري. وأطلق حكم المباراة غيدو فينكمان صافرته معلناً انتهاء الشوط الأول والنتيجة صفر- صفر، فأسرع لاعبو فرايبورغ خصوصاً إلى غرف الملابس للاستراحة بين الشوطين.
ويحكي مدرب ماينز ساندرو شفارتس “اخترت مقاطع فيديو لكي أشرح عليها للأولاد (اللاعبين) في الاستراحة وفجأة جاء إلينا طبيب الفريق وقال لي يا مدرب، هناك ركلة جزاء، فخرجت مرة أخرى”.
قرار عادل لكنه غريب
قبل إطلاق فينكمان صافرته مباشرة كان دانيل بروسينسكي لاعب ماينز قد سدد كرة لمست يد مارك أوليفر كيمبف لاعب فرايبورغ، ولم ير الحكم أنها تستحق ركلة جزاء. لكن الحكمة بيبي شتاينهاوس، أول امرأة تحكم في البوندسليغا، كانت جالسة في المركز الرئيسي لتقنية الفيديو في كولونيا تتابع المباراة على الشاشة، وبعدما أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، تواصلت معه عبر الأثير ونبهته إلى وجود لمسة يد من كيمبف تستحق ركلة جزاء، فأرسل الحكم من يستعيد اللاعبين من الغرف.
تقدم الأرجنتيني بابلو دى بلاسيس وسدد الكرة في شباك فرايبورغ بعد 7 دقائق كاملة من انتهاء الوقت الأصلي للشوط. وتأخرت بداية الشوط الثاني حيث كانت جماهير ماينز قد ألقت على أرض الملعب لفائف ورق التواليت، اعتراضا على اللعب يوم الإثنين.
في الشوط الثاني استغل دي بلاسيس خطأ فادحا لألكسندر شفولوف، حارس فرايبورغ، ليسجل الهدف الثاني لماينز في الدقيقة 78، لتنتهي المباراة بفوز ماينز 2- صفر وصعوده للمركز 15 برصيد 30 نقطة، بينما هبط فرايبورغ للمركز 16 (مركز الترضية) بنفس الرصيد من النقاط، أما المركزان الأخيران فمحجوزان وبفارق كبير لهامبورغ وكولونيا.
الحكم على صواب والسخرية مستمرة
يؤكد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الألماني لكرة القدم أن قوانين الاتحاد تقول إن إطلاق الحكم صافرته معلنا الاستراحة بين الشوطين “هو نوع من إيقاف اللعب وليس إنهاء المباراة”. ولذلك إذا صحح له حكم الفيديو قراراً مثل ركلة الجزاء فعليه أن ينفذها، ما دام كان متواجداً فوق أرض الملعب، وبعد تنفيذ الركلة عليه أن ينهي الشوط مباشرة.
ورغم ذلك فإن الأمر نال قدرا من السخرية داخل وخارج ألمانيا. فقد كتب أحدهم على موقع تويتر: “سؤالي الذي ليس ساخرا إطلاقا وهو موجه لكل الخبراء: هل يحق لي بعد صافرة النهاية أن أفرح وأذهب لبيتي أو أنه ستكون هناك الآن صافرة لاحتساب ركلة جزاء”.
وكتبت صاحبة حساب اسمه ” schwarzgelbeSeele” : “لا يهم إن كان (القرار) صوابا أم خطأ. فبهذه الطريقة يتم تدمير كرة القدم، وهذه لم تعد كرة قدم تثير الانفعالات…”
أما على صفحة “Jan Aage Fjortoft” فبلغت السخرية مداها حيث جاء: “نبأ عاجل! المنتخب الوطني الألماني لعام 1966 في طريقه للعودة إلى ويمبلي بعدما ظهرت نتائج تقنية الفيديو..”
وكان حكم مباراة ألمانيا وإنجلترا في نهائي مونديال 1966 قد احتسب الهدف الثالث لإنجلترا (3-2) بعدما سدد غيوف هورست كرة لم تتجاوز خط المرمى، ليساعد إنجلترا في الفوز لأول وآخر مرة بكأس العالم.
وكتب جاري لينكر، هداف ونجم انجلترا السابق على تويتر حول ركلة جزاء ماينز: “هزلي”
واقعة ماينز سبقتها واقعة مشابهة. فقد سبق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن حصل ماريوس فولف لاعب فرانكفورت على بطاقة حمراء في مباراة فريقه مع بايرن ميونيخ. وبعدما كان اللاعب في طريقه لغرف الملابس استدعاه الحكم مرة أخرى واستبدل البطاقة الحمراء ببطاقة صفراء، ليعود اللاعب لمواصلة المباراة. وجاءت هذه الخطوة بعد تواصل حكم الساحة مع حكم الفيديو.
صلاح شرارة