ريال مدريد محاط بالأزمات.. والخروج من الكبوة يزداد صعوبة

ودع نادي ريال مدريد بطولة كأس ملك إسبانيا، الأربعاء الماضي، بعد الهزيمة بنتيجة 3-0 أمام غريمه التقليدي نادي برشلونة على ملعب سانتياجو بيرنابيو، وبشكل شبه واقعي فقد أيضا المنافسة على لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني بعد 72 ساعة فقط بعدما خسر مرة أخرى في مباراة أمس السبت في الكلاسيكو على ملعبه بنتيجة 1-0، ليمنح برشلونة فرصة التفوق عليه في عدد الانتصارات لأول مرة منذ 87 عاما ليمتلك 96 انتصارا وتعادل في 51 مباراة و95 انتصارا لصالح المرينجي.

ومن المؤكد أن هذه الأزمة التي يمر بها ريال مدريد ستجعل إدارة النادي برئاسة فلورنتينو بيريز تعيد حساباتها وتقوم بتغييرات جذرية على جميع الأصعدة في الصيف المقبل مع انتهاء الموسم، وذلك لتصحيح ما حدث هذا الموسم من اضطرابات منذ بدايته، فالآن أصبح مستقبل المدرب سانتياجو سولاري في مهب الريح بجانب التسلسل الهرمي لرواتب اللاعبين في الفريق، والذي أثار العديد من الجدل بعد تألق اللاعبين الشباب وانخفاض مستوى اللاعبين أصحاب الخبرات، واعتماد سولاري على الشباب جعل لاعبين كبار يفقدون بعضا من قيمتهم السوقية مثل مارسيلو وإيسكو وهذا ليس في صالح النادي في حالة تم بيعهم، وأيضا سئم الجمهور المدريدي من الويلزي جاريث بيل وإطلاق صافرات الاستهجان عليه، وظهور أزمة أخرى بين الألماني توني كروس ومدربه. فأزمة تليها أزمة تسببوا في شروخ في الوعاء المزخرف الذي يبقي له ضربة أخرى فقط، وهي الإقصاء من الشامبيونزليج، لينهار ويتكسر إلى آلاف القطع.

ريال مدريد أصبح محاصرًا بسبب بعض لاعبيه أصحاب الثقل والذين كان لهم دور واضح في إنجازاته الأخيرة، وكان بإمكانه بيعهم بأرقام كبيرة الفترة الماضية، ولكن بسبب عوامل كثيرة من ضمن أزمات ريال مدريد هذا الموسم، فقد انخفضت قيمتهم السوقية، ومنهم:

جاريث بيل: الذي لعب أساسيًا في كلاسيكو الليجا وخرج من المباراة تحت صافرات الاستهجان بعد عدم تقديمه أي أداء يذكر خلال الدقائق التي حصل عليها، ومنذ قدومه في 2013 لم يترك أي موسم إلا ويتعرض لأكثر من إصابة حتى وصل بإصابته الأخيرة إلى 22 إصابة مع ريال مدريد، وكان هناك فرصة كبيرة لبيعه بمبلغ كبير في الصيف الماضي لنادي مانشستر يونايتد بعد تألقه في نهائي الشامبيونزليج أمام ليفربول، ولكن من المؤكد أن ريال مدريد لن يحصل على العرض نفسه في الصيف المقبل.

مارسيلو: مازال يطالب النادي الملكي بالسماح له بالرحيل، ولكن في شهر مايو المقبل سيكمل 31 عاما وفقد أيضا مركزه مع الفريق كلاعب أساسي ولا أيضا يستدعيه مدرب البرازيل تيتي في مبارياته، وكل هذه العوامل جعلت القيمة السوقية للاعب تقل وتجعل ناديه لا يتمكن من عمل مزاد لبيعه، ومن المحتمل أن يذهب إلى يوفنتوس للعب بجانب كريستيانو رونالدو في صفقة جديدة للسيدة العجوز وسيئة لريال مدريد.

إيسكو: تعتبر حالة إيسكو هي الأكثر سوءا فبعد خلافه مع المدرب سولاري واستبعاده في أغلب المباريات، قلت قيمة اللاعب السوقية هذا الموسم بنسبة 17%.

ولم يحدث ذلك فقط مع نجوم الفريق بل أيضا مع لاعب مثل إبراهيم دياز والذي كلف خزينة النادي 15 مليون يورو، وأيضا ماريانو والذي بلغت صفقته 21.5 مليون يورو، ولكن مع استبعادهم من المشاركة قلت قيمتهم السوقية.

ويحتاج ريال مدريد إلى عقد صفقات كبيرة في الميركاتو المقبل وستكلفه أموالًا طائلة وهذا من أجل تصحيح مسار النادي، ولتحقيق ذلك يجب أن يبيع بعض لاعبيه، ولكن أبرز لاعبيه يفقدون بريقهم مع كل أسبوع يمر.

عاد سولاري لاستبداله مبكرا في الدقيقة 55 في كلاسيكو الليجا، وكان قد فعل ذلك أيضا أمام ليفانتي في الدقيقة 69 وخرج وقتها ملمحا بدهشته. فكروس يعتبر أساسيًا مع الفريق في آخر موسمين، ولجأ الألماني لمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه بكونه بديلًا.

وفي الكلاسيكو الأخير خرج بديلًا للاعب الشاب فالفيردي، كما أن الجماهير بدأت تنتقد أداءه وتطلق صافرات الاستهجان عليه أيضا.

في ظل تراجع مستوى اللاعبين الكبار في الفريق، ظهر جيل جديد من اللاعبين الشباب يحاولون إثبات أحقيتهم بالوجود في التشكيلة الأساسية للفريق الأول، ومنهم فينيسيوس وريجيلون.. فالبرازيلي حاول التسديد في كلاسيكو الليجا ضعف ما قام به كريم بنزيما وجاريث بيل مع بعض (6 تسديدات)، ورغم مشاكله في الدقة في التصويب على المرمي فإنه من قاد هجوم ريال مدريد أمام برشلونة.

كما ظهر نشاط ريجيلون واضحا جدا على الجهة اليسرى أمام برشلونة خلال المواجهتين السابقتين، وحصل فالفيردي على 35 دقيقة فقط بالأمس إلا أنه منح الفريق شرارة في وسط الميدان.

وهناك أيضا ماركوس يورنتي والغائب بسبب الإصابة، ومن المحتمل عند عودته أن يأخذ مكان كاسيميرو المتراجع مستواه هو الآخر.

يمتلك الأرجنتيني عقدًا يمتد حتى عام 2021، ولكن يبدو أنه لن يستطيع إكمال مدة عقده مع الفريق نظرا لتراجع نتائج الفريق مرة أخرى، ويبدو أيضا أن فلورنتينو بيريز بدأ في البحث عن مدرب آخر.

جدير بالذكر أن المدرب الألماني يواكيم لوف، أحد المدربين الذين يعجب بهم بيريز، كان حاضرا في البيرنابيو لمشاهدة مباراة الكلاسيكو بالأمس، وأيضا المدرب الهولندي سيدورف، والذي يمتك كاريزما مع الجمهور وهو المدرب الحالي لمنتخب الكاميرون، بجانب المدرب الفرنسي زين الدين زيدان. فمن سيكون مدرب الريال الموسم المقبل في حالة فشل سولاري في تحقيق اللقب 14 من دوري أبطال أوروبا؟.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى