شهدت أروقة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عملًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، بتجديد عقود عدد من اللاعبين الهامين في الفريق، مثل أنتوني مارسيال، وفيل جونز، وفتح باب المفاوضات للاحتفاظ بخدمات ماركوس راشفورد لأطول فترة ممكنة.
وعانى مانشستر يونايتد من أزمة كبرى مطلع الموسم الحالي، في ظل عدم رضا اللاعبين عن طريقة إدارة البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق للشياطين الحمر، ودخوله في العديد من الأزمات مع لاعبين، أبرزهم بول بوجبا، وماركوس راشفورد.
وخلال فترة تولي مورينيو تدريب يونايتد، والتي امتدت حتى ديسمبر من العام الماضي، اعتمد الفريق على طريقة لا تناسب أسلوب لاعبيه، الذين يمتلكون قدرات هجومية كبيرة، وغابت الجمالية عن الأداء في «مسرح الأحلام»، وأصبحت فكرة الفوز على يونايتد أمرًا مشروعًا لجميع الفرق التي تواجهه.
لاعبو مانشستر يونايتد الذين دخلوا في صراعات مع مورينيو، فكروا جديًا في الرحيل عن ملعب «أولد ترافورد»، في ظل اقتراب نهاية عقود بعضهم، وتحديدًا أنتوني مارسيال، وماركوس راشفورد، وأزمة بول بوجبا التي أدت إلى رغبته في الرحيل.
الحال انقلب 180 درجة منذ تولى النرويجي أولي جونار سولسكاير مهمة الإدارة الفنية لنادي مانشستر يونايتد في ديسمبر 2018، بعد إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو من تدريب الفريق، وأصبحت الأمور أكثر هدوءًا في النادي، خاصة وأنه خلال عشر مباريات، حقق الفريق الفوز في تسع مباريات وتعادل مباراة واحدة، وهي مسيرة شبه مثالية منذ قدوم سولسكاير كمدير فني مؤقت حتى نهاية الموسم.
ثورة تجديد العقود
خلال الأسابيع الماضية، نجح مانشستر يونايتد في إنهاء صداع مزمن، بتجديد تعاقد الفرنسي الشاب أنتوني مارسيال، بعقد طويل الأمد، خاصة وأن اللاعب استعاد جزءًا من بريقه الذي فقده تحت قيادة مورينيو، منذ قدوم سولسكاير.
وأعلن مانشستر يونايتد في نهاية يناير الماضي عن تجديد عقد مارسيال، حتى يونيو 2024، ليتمكن «الشياطين الحمر» من الحفاظ على خدمات واحد من أهم لاعبي الفريق في الفترة الأخيرة.
وفي سياق متصل، تمكنت إدارة «الشياطين الحمر» من تمديد عقد المدافع فيل جونز، بعقد طويل الأمد هو الآخر، يستمر حتى 2023، وهو القرار الذي أثار حفيظة عدد من مشجعي مانشستر يونايتد، في ظل عدم ثبات مستوى اللاعب.
وخلال الأيام الأخيرة، خرجت العديد من التقارير التي تفيد بأن النادي سيفتح بابًا للتفاوض مع ماركوس راشفورد، والذي ارتبط بالانتقال إلى ريال مدريد إبان فترة جوزيه مورينيو، خاصة وأن تعاقد الإنجليزي الدولي ينتهي بنهاية الموسم المقبل، مما قد يخفض قيمته المالية، والمقدرة بـ 74.2 مليون يورو، حسب موقع «ترانسفير ماركت» المتخصص في أخبار سوق الانتقالات حول العالم.
وأيضا بول بوجبا، والذي ارتبط بالانتقال إلى نادي برشلونة الإسباني، أو العودة إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، بعد الأزمات المتعاقبة التي نشبت بينه وبين مورينيو.
التخلص من رجال البرتغالي
على صعيد آخر، فإن قدوم سولسكاير تسبب في رحيل أحد أبرز اللاعبين الذين كانوا من أهم رجال مورينيو في مانشستر يونايتد، وهو البلجيكي مروان فيلايني، والذي انتقل إلى الدوري الصيني، خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير الماضي.
وانضم فيلايني إلى نادي شاندونج لونينج الصيني، بعد انضمامه لصفوف «الشياطين الحمر» في أغسطس 2013، ومشاركته في 177 مباراة في كافة البطولات.
وخلال الموسم الحالي، ظهر جليًا اعتماد مورينيو على فيلايني، حيث أشركه في 20 مباراة محليًا وأوروبيًا، وخاض 1098 دقيقة، سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما.
ومنذ بدأ سولسكاير مهمة تدريب يونايتد، شارك فيلايني في مباراة واحدة قبل رحيله، حيث لعب بديلًا أمام كارديف سيتي في الجولة 18 من الدوري الإنجليزي الممتاز، واقتصرت تلك المشاركة على ثلاث دقائق فقط.
الأمور تسير نحو الأفضل
الفترة الأخيرة لجوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد شهدت انقسامًا حادًا في غرف الملابس، وأزمات متعاقبة، وتراجعًا على مستوى النتائج، حيث ترك البرتغالي الفريق وهو في المركز السادس في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعد غير مقبول على الإطلاق في قلعة «أولد ترافورد».
ولكن ومنذ قدوم «البديل السوبر» فإن الأمور تسير نحو الأفضل على مستوى النتائج، واقترب من اقتحام مركز ضمن الأربعة الكبار في جدول الترتيب، لكن الاختبار الأكبر للمدرب النرويجي سيكون أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.
0 تعليقات الزوار