سلّطت صحيفة إلموندو ديبورتيفو الإسبانية الضوء على العرض الاستثنائي الذي قدّمه الدولي المغربي عز الدين أوناحي بقميص جيرونا، معتبرة أن اللاعب يعيش واحدة من أكثر لحظاته نضجًا وإبهارًا منذ انضمامه للنادي. وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط الميدان المغربي بات يملك تلك اللمسة الساحرة التي لا تُزرع في مدارس التكوين، بل تولد مع أصحابها، وهو ما جعل الجماهير في ملعب مونتيليفي تتفاعل مع كل لمسة يقوم بها.
ووفق التقرير، فإن مواجهة ريال مدريد شكّلت اختبارًا قاسيًا لعناصر جيرونا، غير أن أوناحي حوّلها إلى ليلة خاصة باسمه؛ إذ فرض إيقاعه على وسط الميدان، وتولى قيادة التحولات الهجومية، وخلق الفارق في اللحظات الحاسمة، قبل أن يوقّع هدفًا رائعًا منح فريقه الأسبقية وغيّر ملامح اللقاء.
وتصف الصحيفة هدفه—وهو الثالث له هذا الموسم—بأنه ثمرة قراءة ذكية لمجريات اللعب، إذ انطلق من الخلف بشكل مفاجئ ليستقبل تمريرة تسغانكوف، ثم أنهى اللقطة بتسديدة حاسمة أمام كورتوا، بثقة لاعب اعتاد تسجيل الأهداف في المناسبات الكبيرة.
وترى إلموندو ديبورتيفو أن سر تميّز أوناحي يكمن في قدرته على المزج بين الجرأة والإبداع؛ فهو لا يخشى المخاطرة في قراراته، ويمتلك رؤية تجعله يمرّر ما لا يراه الآخرون، ويتحكم في رتم اللعب سواء بتسريعه أو تهدئته. كما أثنت الصحيفة على شخصيته التنافسية، إذ يسترجع الكرة دون تردد بعد أي خطأ، وكأنه يعيد تشغيل المباراة من جديد.
ومع أن اللاعب غادر أرضية الملعب مرهقًا بعد بذل مجهود استثنائي، إلا أنه حظي بتصفيق كبير من جماهير جيرونا التي باتت تعتبره عنصرًا لا غنى عنه في منظومة ميتشيل، وصاحب تأثير مباشر على أداء زملائه وعلى نتائج الفريق.
لكن التقرير لم يُخفِ الجانب السلبي الوحيد في ظهوره أمام ريال مدريد؛ وهو حصوله على بطاقة صفراء ستُبعده عن مواجهة إلتشي، إضافة إلى فترة غياب أطول المرتقبة بسبب مشاركته مع المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا المقبلة.
واختتمت الصحيفة بالقول إن جيرونا سيُحرم مؤقتًا من أحد أفضل لاعبيه هذا الموسم، غير أن الإرث الذي يتركه أوناحي في كل مباراة يجعله أحد أهم الأسماء التي ارتدت قميص النادي، لاعبًا يُبسّط كرة القدم حين يكون حاضرًا، ويُبرز وزنه الحقيقي حين يغيب.
عمرو البوطيبي _هبة سبور
غيابه المرتقب سيترك فراغًا واضحًا في جيرونا لأن تأثيره يتجاوز الأرقام.
ما فعله في وسط الميدان يؤكد أن اللاعب بلغ مرحلة النضج التي تجعله قائدًا داخل الملعب لا مجرد موهبة.
أوناحي قدّم درسًا كرويًا أمام ريال مدريد وأثبت أن الموهبة الحقيقية تفرض نفسها في أكبر المواعيد.
عندما يصفق لك جمهور بعد مباراة مرهقة فاعلم أنك صنعت الفارق فعلًا.
أوناحي اليوم يلعب بثقة لاعب يعرف قيمته ولا يخشى الأضواء.