قد تكون بعض المباريات أكبر من مجرد 90 دقيقة، وقد يتحوّل لاعب واحد إلى محور الحديث رغم وجود أسماء لامعة بحجم مبابي، فينيسيوس وجولر. هذا بالضبط ما حدث في المواجهة بين ريال مدريد وفريق جيرونا، حين خطف الدولي المغربي عز الدين أوناحي الأضواء وفرض نفسه نجمًا أول للّقاء، في أداء وصفه كثيرون بـ“الكبير جدًا”.
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن أوناحي يعيش واحدة من أفضل لياليه الكروية؛ فقدّم درسًا عمليًا في دور لاعب الوسط العصري: استلام تحت الضغط، دوران سريع، ربط الخطوط، قراءة ذكية للمساحات، وتمركز يُربك لاعبي مدريد. لم يكن مجرد لاعب وسط عابر، بل كان العقل المدبّر لتحركات جيرونا والمحرّك الرئيسي لكل محاولة مرتدة أو بناء منظّم.
لكن اللقطة التي ستبقى عالقة في الذاكرة جاءت عند تسجيله هدفًا مذهلًا… تسديدة صاروخية سكنت سقف مرمى الحارس تيبو كورتوا، في لقطة بدت وكأن الحارس البلجيكي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تعانق الشباك. هدف عالمي أعاد للأذهان الصورة الحقيقية لموهبة أوناحي التي أثنى عليها سابقًا لويس إنريكي حين وصفه بـ“اللاعب المدهش”.
المفارقة أن أوناحي، الذي مرّ قبل ستة أشهر فقط بفترة صعبة تميّزت برفض روبيرتو دي زيربي الاعتماد عليه في مارسيليا، عاد اليوم ليقدّم ردًا عمليًا داخل المستطيل الأخضر، وبأقوى طريقة ممكنة: أفضل لاعب في المباراة أمام ريال مدريد.
عودة قوية، أداء استثنائي، وهدف من الطراز الكبير… هكذا وقّع أوناحي على ليلة كروية ستبقى راسخة في أذهان جماهير جيرونا ومحبي كرة القدم المغربية.
عمرو البوطيبي _ هبة سبور




















هذا الهدف لم يكن صدفة بل خلاصة لاعب عاد بثقة الأسود وروح الكبار
أوناحي لقّن نجوم ريال مدريد درسًا قاسيًا وأثبت أن الموهبة الحقيقية لا تُحجب طويلًا
حين يتكلم أوناحي بالأقدام تصمت الأسماء اللامعة وتعلو الحقيقة
من يُقصى في مارسيليا ويُصفّق له البرنابيو دليل أن القيمة تُصنع في الملعب
أوناحي أعاد الهيبة للاعب الوسط المغربي بأداء يُدرّس في الذكاء الكروي