عمرو البوطيبي – هبة سبور
يُعد الصراع الكروي بين المغرب وتونس واحدًا من أكثر الديربيات المغاربية والعربية حماسة وإثارة، حيث يمتد عبر عقود طويلة من المنافسات الرسمية والودية، في مختلف المحافل القارية والدولية. من أول مواجهة بين المنتخبين سنة 1957 في الألعاب العربية ببيروت، وحتى آخر لقاء ودي في 2018، نسج الفريقان تاريخًا مشتركًا يزخر بالإثارة والتقارب في المستوى.
مواجهات بطابع رسمي ونديّة مستمرة
التقى المنتخبان في عدة مناسبات مصيرية، أبرزها تصفيات كأس العالم (1962، 1970، 1990، 1994، 2006)، بالإضافة إلى لقاءات حاسمة في كأس أمم أفريقيا، آخرها النهائي الشهير في تونس سنة 2004، الذي منح “نسور قرطاج” أول ألقابهم القارية بعد فوزهم 2-1 على “أسود الأطلس”.
كما تكررت المواجهات في البطولات العربية، والألعاب المتوسطية، وحتى تصفيات الألعاب الأولمبية، حين كانت تُخاض بالمنتخبات الأولى إلى حدود برشلونة 1992، ما أضفى مزيدًا من الندية والتنافس المباشر.
تفوق مغربي تاريخي
وبالنظر إلى الإحصائيات، يتفوق المنتخب المغربي في عدد الانتصارات بـ16 فوزًا مقابل 8 فقط لتونس، بينما انتهت بقية المواجهات بالتعادل. هذا الفارق يعكس استمرارية الأداء المغربي، رغم أن بعض الانتصارات التونسية جاءت في لحظات حاسمة، مثل نهائي كأس أفريقيا 2004، و إقصائيات كأس العالم 2006.
أبرز المحطات التاريخية
• 1969: تأهل المغرب لكأس العالم 1970 بعد تعادل ثلاث مرات مع تونس، ثم فوز بالقرعة الشهيرة في مارسيليا.
• 2004: تونس تتوّج بأول لقب أفريقي على حساب المغرب في نهائي حافل بالعواطف.
• 2012: تونس تحقق فوزًا قاتلًا في دور المجموعات لكأس أفريقيا بهدف قاتل، أخرج المغرب مبكرًا من البطولة.
• الأولمبياد: تفوق مغربي واضح في تصفيات الأولمبياد، حيث تأهل “الأسود” في ثلاث دورات متتالية أمام “نسور قرطاج” (مكسيكو 68، ميونخ 72، ومونتريال 76).
أكثر من مجرد مباراة
اللقاءات بين المغرب وتونس لطالما تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، لما تحمله من رمزية الجوار الجغرافي والروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين. وفي كل مرة، كان اللقاء مناسبة لتقديم مستوى فني متميز، يليق بتاريخ المنتخبين.
في ظل تقارب المستوى وتراكم الخبرات لدى الجانبين، تبقى كل مواجهة بين المغرب وتونس محط أنظار الجماهير، وميدانًا لصراع لا يخلو من الإثارة، مهما تغيّرت الأجيال. ديربي مغاربي بطابع عالمي، تحكمه الروح الرياضية، وتزينه المهارات، ويحفظه التاريخ بكل تفاصيله.



















