عمرو البوطيبي – هبة سبور
في موسم كروي استثنائي ومشحون بالنجاحات الفردية والجماعية، يجد عشاق كرة القدم الأفريقية أنفسهم أمام واحد من أصعب القرارات: من يستحق لقب أفضل لاعب أفريقي هذا العام؟ هل هو محمد صلاح، النجم المصري الذي كسر الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي، أم أشرف حكيمي، الظهير المغربي الذي ساهم بفعالية في تتويج فريقه بألقاب تاريخية؟
محمد صلاح: ماكينة الأرقام والإنجازات الفردية
قدّم محمد صلاح موسمًا فرديًا مذهلاً، ربما الأفضل في مسيرته. كسر أرقامًا قياسية في البريميرليغ، واحتل صدارة المشهد الهجومي لفريقه، مساهمًا بشكل مباشر في تتويجه بلقب كبير. ورغم الحظ العاثر في نهاية الموسم، فإن أرقامه تبقى شاهدة على مستوى استثنائي يضعه في مصاف نخبة لاعبي العالم. البعض يراه، عن جدارة، ثاني أفضل لاعب في العالم هذا العام بعد الشاب المعجزة لامين يامال، حتى في غياب التتويج القاري.
أشرف حكيمي: الثبات، التأثير، وصناعة التاريخ
في المقابل، لا يقل أشرف حكيمي إبهارًا. ظهير أيمن بمواصفات هجومية ودفاعية نادرة، ساهم بشكل مباشر في فوز فريقه بأول لقب قاري في تاريخه، مسجلًا في الأدوار الحاسمة: من ربع النهائي إلى النهائي. كما كان حاضرًا على لائحة الهدافين في نهائي الدوري الفرنسي وكأس فرنسا. تأثيره كان أكثر من واضح، ليس فقط كمدافع بل كلاعب حاسم في المنظومة. أرقامه لا تقل عن مهاجم، وإنجازاته هذا الموسم تُعبّر عن مسيرة نضج وتطور مستمر.
معايير مختلفة، والمقارنة مع البالون دور
ما يزيد صعوبة المفاضلة هو تباين الأدوار بين اللاعبين، ومعايير التقييم. صلاح تألق فرديًا في بطولة شرسة، وحكيمي صنع التاريخ في مشوار جماعي أسطوري. الأمر يشبه الجدل المنتظر حول جائزة الكرة الذهبية هذا العام: هل نُكافئ الأداء الفردي الخارق، أم التتويجات الجماعية؟
ربما لن يكون هناك جواب قاطع. لكن ما هو مؤكد أن الكرة الأفريقية لم تكن يومًا بهذا الثراء من حيث النجوم، والاختيار بين صلاح وحكيمي لا يُعد تفضيلًا لأحدهما بقدر ما هو تكريم لكرة أفريقية في أبهى صورها.



















