لويس إنريكي: أكثر من مجرد مدرب… أسطورة في الإنسانية قبل الكرة

لويس إنريكي وأشرف حكيمي
حجم الخط:

عمرو البوطيبي – هبة سبور

عزيز على قلوبنا، ليس فقط بما قدمه من إنجازات كروية، ولكن بما يحمله من قيم إنسانية تجعل منه شخصية نادرة في عالم أصبح فيه النجاح يُقاس غالبًا بالألقاب فقط.

الإنسان قبل المدرب

لويس إنريكي، الرجل الذي خاض مع الحياة معارك أصعب بكثير من مباريات كرة القدم، لم يكن فقط مدربًا ناجحًا بل كان إنسانًا صادقًا، قويًا، وموجوعًا في صمت. قصته المؤلمة مع مرض ابنته الصغيرة، ثم فقدانها، لم تكن مجرد خبر حزين، بل كانت لحظة كشفت معدن رجل صلب من الخارج، هشّ من الداخل، ولكنه لا ينهار. موقفه في تلك المحنة كان درسًا في الصبر والكرامة، وأثبت أن كرة القدم مهما عظمت لا تساوي شيئًا أمام قسوة الحياة.

رجل المواقف

حتى في كأس العالم، حين لعب ضد المنتخب المغربي، لم يتحدث بتعالي أو تقليل. بل عبّر عن احترامه الكبير للمجهودات والمهارات المغربية، ووجه شكره للاعبين المغاربة على مستواهم الراقي. هذا التواضع، النادر في ساحة تعج بالغرور، جعلنا نحترمه أكثر مما نتصور.

مدرسة كروية متكاملة

من الناحية الفنية، لويس إنريكي هو آخر من قاد برشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا. مدرب لا يبحث عن النجوم المصنوعة إعلاميًا، بل يصنعهم بنفسه. خبير في الكاستينغ الكروي، يعرف كيف يختار لاعبيه، لا من أجل الأضواء، بل من أجل المشروع. إذا كنت لاعبًا موهوبًا، فستتعلم وتزدهر تحت قيادته. انظر إلى ما فعله مع أشرف حكيمي، كيف تحوّل إلى نجم عالمي في التكتيك والانضباط، بعدما اشتغل معه في باريس سان جيرمان.

فكرة… ومشروع

في زمن كثُر فيه الحديث عن “مشاريع الأندية”، قليلون فقط هم من يملكون رؤية حقيقية. إنريكي لا يُسلّمك فقط خطة لعب، بل مشروعًا كاملاً: تكتيك، بناء ذهني، منظومة جماعية، وتطور فردي. يمتلك كاريزما نادرة، يجذب بها اللاعبين، ويقود غرفة الملابس بكل هدوء وحزم.

قد تخسر معه مباراة، لكنك تربح مشروعًا ورجلًا نادرًا.

حتى لو خسر، فستخسر برفقة رجل يزرع لك طريق المستقبل. ليس مدربًا تشتريه بالمال، بل مشروعًا تؤمن به وتراهن عليه. من يفهم كرة القدم الحقيقية يعرف جيدًا أن أمثال لويس إنريكي لا يُعوَّضون، ولا يُقاسون فقط بعدد البطولات.

لويس إنريكي ليس مجرد مدرب عابر، بل حالة فريدة من التوازن بين القوة والضعف، بين الشغف والانضباط، بين القلب والعقل. هو من أولئك الذين إذا عملت معهم، أصبحت أفضل على كل المستويات. ولهذا نقولها بكل وضوح: لويس إنريكي مدرب أسطوري… وإنسان رائع.