المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة في “مجموعة الموت”: تحدٍ تاريخي وانتظار لكتابة المجد

المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة
حجم الخط:

عمرو البوطيبي – هبة سبور

في واحدة من أصعب المجموعات التي عرفتها بطولة كأس العالم لأقل من 20 سنة، أوقعت القرعة المنتخب المغربي في مجموعة نارية تضم إلى جانبه كلاً من البرازيل، إسبانيا والمكسيك.

مجموعة ثقيلة بالأسماء اللامعة والتاريخ الكروي الكبير، لكنها في الوقت ذاته، تشكل اختباراً حقيقياً لطموح جيل شاب يمثل مشروع الكرة المغربية الجديدة.

طموحات كبيرة في وجه الكبار

المنتخب المغربي يدخل المنافسة مدججاً بطموحات عالية رغم صعوبة المهمة. ورغم أن المجموعة تبدو مستعصية على الورق، فإن الجيل الحالي من اللاعبين أثبت، في أكثر من مناسبة، قدرته على مقارعة المنتخبات الكبرى، مستفيداً من العمل الهيكلي الذي عرفته كرة القدم المغربية على مستوى التكوين والبنية التحتية، بقيادة أكاديمية محمد السادس وعدد من المراكز الجهوية الأخرى وكذا المواهب المغربية التي تتألق في أقوى الدوريات العالمية.

إسبانيا.. السيطرة بالكرة

المنتخب الإسباني لطالما تميز بأسلوبه المعروف في فرض الإيقاع والاستحواذ على الكرة. لاعبوه يتمتعون بتكوين تقني عالٍ، ويعرفون كيف يتحكمون في نسق المباريات، مما يضع المغرب أمام تحدٍّ تكتيكي كبير في أول مواجهة. الانضباط الدفاعي سيكون مفتاح المواجهة.

البرازيل.. المهارة والفعالية

أما البرازيل، فتمثل دائماً مدرسة خاصة في كرة القدم. لاعبو السيليساو في هذه الفئة عادة ما يمزجون بين المهارة والاندفاع البدني والسرعة في الأداء. المغرب مطالب بالحذر من الهفوات الفردية، واستغلال أي فرصة لخلق المفاجأة في ظل غياب الضغط عليه أمام أحد المرشحين الكبار.

المكسيك.. خصم لا يُستهان به

المنتخب المكسيكي قد لا يحظى بنفس الهالة الإعلامية لإسبانيا أو البرازيل، لكنه منتخب دائم الحضور في أدوار متقدمة، ويعتمد على صلابة بدنية كبيرة وانضباط خططي، ما يجعله خصماً صعب المراس. المباراة أمام المكسيك قد تكون مفتاح التأهل للمغرب، خاصة إذا حُسمت بنتيجة إيجابية.

تحدٍ من نوع خاص

من بين أبرز التحديات التي تنتظر المنتخب المغربي في هذه المجموعة:
• الحفاظ على التركيز في المباريات الكبرى.
• القدرة على مجاراة النسق العالي لمنافسين ينشط أغلبهم في دوريات قوية.
• التخلص من الرهبة، واللعب بثقة وواقعية.

فرصة للانفجار

رغم أن المجموعة تضم منتخبات تفوق المغرب من حيث التاريخ والنتائج، إلا أن مثل هذه البطولات شهدت دائماً مفاجآت من المنتخبات الإفريقية، التي غالباً ما تتسلح بالحماس والموهبة والطموح. الكرة الآن في ملعب المدرب ولاعبيه، لتقديم أداء يعكس حجم العمل القاعدي بالمغرب، ولما لا تحقيق تأهل سيكون تاريخياً بكل المقاييس.

الخلاصة:

لا شك أن المجموعة التي تضم المغرب، إسبانيا، البرازيل والمكسيك، تُعد الأصعب في البطولة، لكن في كرة القدم، المستحيل ليس واقعاً دائماً. منتخب أقل من 20 سنة يملك فرصة نادرة للاحتكاك مع أفضل مدارس كرة القدم في العالم، وتحقيق التأهل لن يكون معجزة إن لعب الفريق بعزيمة، وانضباط، وذكاء تكتيكي.

قد تكون هذه المجموعة “مجموعة الموت” على الورق، لكنها قد تتحول إلى بوابة مجد إن عرف المغرب كيف يحوّل الضغط إلى فرصة، ويقاتل على كل كرة كأنها الأخيرة.