هبة سبور-عمرو البوطيبي
في نسختها الرابعة، تصل كأس دوري المؤتمر الأوروبي إلى محطتها الختامية، وبصمة اللاعبين المغاربة ما تزال حاضرة بقوة، إن لم نقل طاغية. هذه الكأس التي بدت للوهلة الأولى مجرد مسابقة ثالثة على مستوى القيمة خلف دوري الأبطال والدوري الأوروبي، تحوّلت إلى منصة لكتابة التاريخ بأقدام مغربية.
ففي موسم 2022–2023، خطف نايف أكرد اللقب رفقة ويست هام الإنجليزي على حساب فيورنتينا الإيطالي، وكان رفيقه في النهائي الدولي المغربي الآخر سفيان أمرابط، في لحظة تداخل فيها الحزن والفخر في آنٍ واحد. وفي الموسم التالي، عاد أيوب الكعبي ليُدوِّن فصلاً جديدًا في الرواية المغربية الأوروبية، بعدما منح أولمبياكوس أول تتويج أوروبي في تاريخه، بهدف قاتل في الدقيقة 116، مُكملاً البطولة كهداف المسابقة بـ11 هدفاً وتمريرتين حاسمتين.
واليوم، تصل القصة إلى فصولها الأخيرة مع عبد الصمد الزلزولي، الذي يستعد لقيادة ريال بيتيس في تحدٍ تاريخي أمام عملاق أوروبا، تشيلسي، في نهائي نسخة 2025. الزلزولي، الذي يبحث عن أول لقب أوروبي في مسيرته، يُمثل آمال فريق لم يسبق له أن ذاق طعم المجد القاري، ليحمل بذلك طموحات جماهير الأندلس بأكملها.
بيتيس الحالم في مواجهة العملاق الأزرق
المقارنة بين بيتيس وتشيلسي تبدو غير متكافئة على الورق. فالنادي اللندني يملك خزينة عامرة بالألقاب القارية: دوري أبطال أوروبا مرتين (2012، 2021)، والدوري الأوروبي مرتين كذلك (2013، 2019)، ناهيك عن كونه مرشحاً ليكون أول نادٍ في التاريخ يتوج بالبطولات الأوروبية الثلاث الكبرى، إذا ما حسم لقب دوري المؤتمر لصالحه. تشيلسي ليس غريباً عن ليالي الحسم، ولا عن الضغوط، بل هو فريق خُلق للمواعيد الكبرى.
في المقابل، يدخل ريال بيتيس النهائي بحماس غير مسبوق، مدعوماً بلاعبين من طينة المخضرم إيسكو، والمهاري أنطوني، والزلزولي الذي يبحث عن بصمته الخاصة في السجل الذهبي المغربي. المهمة صعبة، بلا شك، خاصة أمام هجوم شرس يقوده السنغالي نيكولاس جاكسون، والإنجليزي مادويكي، والمتألق سانشو، فيما يُعد بلمير نجم خط الوسط أبرز أوراق تشيلسي الهجومية بـ15 هدفاً هذا الموسم.
الزلزولي.. وحلم التحول إلى أسطورة مغربية ثالثة
ما فعله أكرد والكعبي لم يكن عادياً، بل خُلّد في سجلات الاتحاد الأوروبي كعلامة مغربية فارقة. واليوم، تُفتح للزلزولي بوابة المجد، ليكون ثالث دولي مغربي يرفع هذه الكأس، وكل الأنظار تتجه نحو ملعب “طارزينسكي أرينا” في مدينة بروكلاف البولندية، حيث سيُحسم مصير الحلم مساء الأربعاء 28 ماي 2025.
قد تكون الأوراق تصب في مصلحة البلوز، لكن كرة القدم لا تعترف بالأسماء بقدر ما تُكافئ العطاء فوق العشب. وإذا ما كان الزلزولي في أفضل حالاته، فقد يُقلب ميزان التاريخ، ويكتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم الأوروبية.



















