عمرو البوطيبي – هبة سبور
في مشهد يعيد إلى الأذهان صورًا مألوفة من كواليس الكرة الإفريقية، وجدت نهضة بركان نفسها وسط سلسلة من العراقيل التنظيمية والنفسية، منذ لحظة وصولها إلى زنجبار لخوض نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.
ورغم صعوبة الظروف، يتمسك الفريق المغربي بالأمل في تجاوز كل العقبات والعودة بالكأس القارية إلى أرض الوطن.
سلسلة عراقيل بدأت من المطار
لم تكن بداية رحلة نهضة بركان إلى تنزانيا مبشرة، إذ فور وصول البعثة إلى مطار زنجبار، اضطرت للانتظار لأزيد من أربع ساعات داخل المطار، بسبب ما وصفه المسؤولون المحليون بـ”عطل في النظام الإلكتروني لطبع جوازات السفر”، ما أثار استغراب وامتعاض أفراد البعثة الذين رأوا في ذلك أولى المؤشرات السلبية على نوايا الاستقبال.
ارتباك في البرنامج التدريبي
الارتباك لم يتوقف عند المطار، فقد تم تغيير توقيت أول حصة تدريبية للفريق البركاني، ما تسبب في اختلال في البرنامج الموضوع سلفًا من طرف الطاقم التقني. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم منع الحافلة التي كانت تحمل لوازم التدريب من دخول ملعب التداريب، ما دفع الطاقم إلى الارتجال والتأقلم مع وضع غير طبيعي لفريق يستعد لخوض نهائي قاري.
تضييق إعلامي وسلوكيات مشبوهة
كما طالت العراقيل أيضًا الوفد الإعلامي المغربي المرافق للفريق، حيث مُنع الصحفيون المغاربة من أداء مهامهم وتغطية الحصص التدريبية والمؤتمرات الصحفية بحرية، في انتهاك واضح للحق في الوصول إلى المعلومة وتغطية استحقاق إفريقي يهم الرأي العام الوطني.
الأغرب من كل ذلك، ما تناقله شهود من داخل الفريق عن رصد أعمال شعوذة داخل ملعب التداريب، تمثلت في العثور على طلاسم وأشياء غريبة، في محاولة واضحة للتأثير النفسي على اللاعبين وزعزعة تركيزهم.
نهضة بركان… روح التحدي أقوى
ورغم كل هذه العراقيل، يُظهر لاعبو نهضة بركان صلابة نفسية كبيرة، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات لن تزيدهم إلا إصرارًا على تحقيق الفوز والعودة باللقب من قلب زنجبار. الفريق، بقيادة طاقمه التقني والإداري، يعول على الانضباط التكتيكي والروح القتالية التي ميزته طيلة مشواره في المسابقة.
الكرة المغربية على موعد مع إنجاز جديد؟
يمثل نهضة بركان الأمل المغربي في تحقيق لقب قاري جديد، يؤكد سيطرة الأندية الوطنية على الواجهة الإفريقية في السنوات الأخيرة. ورغم أن ظروف الاستقبال والمحيط الخارجي توحي بمحاولة إخراج الفريق عن تركيزه، إلا أن التاريخ لطالما أنصف الفرق التي تملك العزيمة وتتسلح بالهدوء والتركيز.
فهل يتجاوز أبناء الشرق هذه المحن ويُسكتون كل الأصوات في زنجبار بلقب جديد يُهدى للجماهير المغربية؟ أم أن العراقيل ستنال من عزيمة البركانيين؟
كل شيء سيتضح على أرضية الملعب، حيث لا مكان إلا للرجولة والروح الرياضية.



















