فضيحة تهز منتخب جنوب أفريقيا قبل أيام من كأس أفريقيا

عشية انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، تعيش جنوب إفريقيا على وقع قضية خطيرة خارج المستطيل الأخضر، بعد أن أصبح مدرب منتخب “بافانا بافانا”، البلجيكي هوغو بروس، محور شكوى رسمية بسبب تصريحات وُصفت بالعنصرية والجنسية، أثارت جدلًا واسعًا داخل بلد ما يزال متأثرًا بإرث نظام الفصل العنصري.

شكوى رسمية تُفجّر الجدل

وتقدم حزب الحركة الديمقراطية المتحدة، العضو في الائتلاف الحكومي، يوم 11 دجنبر، بشكوى رسمية إلى لجنة حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، يتهم فيها المدرب البلجيكي بالإدلاء بتصريحات تمس الكرامة الإنسانية وتعيد إلى الأذهان خطابًا إقصائيًا مرفوضًا اجتماعيًا وسياسيًا.

وتعود جذور الأزمة إلى ندوة صحافية تحدث خلالها هوغو بروس عن المدافع الشاب مبكيزيلي مبوكازي، الذي أخطأ موعد رحلته الجوية للالتحاق بالمنتخب.

وقال بروس:«إنه مثال جديد على غياب الاحترافية لدى العديد من لاعبي جنوب إفريقيا. إنه فتى أسود، لكنه سيغادر مكتبي كفتى أبيض، لأنني لا أستطيع قبول هذا».

تصريح اعتبره كثيرون إهانة عنصرية مباشرة، أعادت إلى الواجهة حساسيات تاريخية مرتبطة بلون البشرة في بلد لا تزال فيه آثار التمييز حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية.

ولم تتوقف التصريحات عند هذا الحد، إذ وجه المدرب البلجيكي انتقادات لمديرة أعمال اللاعب بأسلوب اعتُبر مهينًا ويحمل إيحاءات جنسية، حين شكك في كفاءتها المهنية واختياراتها المتعلقة بمستقبل اللاعب، وهو ما زاد من حدة الغضب الإعلامي والسياسي.

وفي بلد كانت فيه الرياضة أداة فصل قبل أن تتحول إلى رمز للوحدة الوطنية بفضل شخصيات تاريخية مثل نيلسون مانديلا، أثارت هذه التصريحات صدمة تجاوزت الإطار الرياضي.

أمام تصاعد الجدل، سارعت الجامعة الجنوب إفريقية لكرة القدم (SAFA) إلى إصدار بيان مطوّل، نفت فيه بشكل قاطع التهم الموجهة إلى هوغو بروس، مؤكدة أن تصريحاته تم تحريفها وإخراجها من سياقها الحقيقي.

وأوضحت الجامعة أن المدرب كان يتحدث فقط عن الانضباط والاحترافية، مشيرة إلى أن حاجز اللغة لعب دورًا في سوء فهم تصريحاته، قبل أن يتم تضخيمها إعلاميًا وسياسيًا.

من جهته، دافع بروس عن نفسه قائلًا:«من المؤسف أن يتم تفسير توبيخي لسلوك اللاعب على أنه عنصرية أو تمييز جنسي. لم تكن لدي أي نية من هذا القبيل».

ورغم محاولات التهدئة، تظل هذه القضية مرشحة للتصعيد، في ظل حساسيتها السياسية والاجتماعية، ما يضع منتخب جنوب إفريقيا تحت ضغط إضافي قبل خوض غمار كأس أمم إفريقيا 2025.