عمرو البوطيبي – هبة سبور
في لحظة كان من المفترض أن يُسلّط فيها الضوء على الأداء فوق المستطيل الأخضر، اختار اللاعب السوري عمر السومة أن يصنع الحدث بتصريح خارج السياق، جاء في حديثه مع الشبكة الناقلة لمونديال الأندية الجارية في الولايات المتحدة، حين سُئل عن رأيه في الأجواء الجماهيرية الخيالية التي صنعتها جماهير الوداد الرياضي، فكان جوابه مفاجئًا: “جماهير الوداد رائعة، لكن جماهير الأهلي هي التي تطربني وتمتعني في المدرج”.
تصريح بدا خارجًا تمامًا عن سياق السؤال، خصوصًا أن جماهير القلعة الحمراء المغربية كانت حاضرة بقوة في المدرجات، وظلت على امتداد مباريات الفريق تصدح بأهازيجها وتُلوّن مدرجات الملاعب الأميركية، في مشهد وصفه المتابعون بـ”اللوحة الفنية التي تحفظ ماء وجه حضور شعار الوداد في هذه النسخة من الموندياليتو”.
أما السومة، الذي وُصف قبل المونديال بـ”صفقة المباراة ونصف”، فقد خرج من البطولة بصفر هدف وصفر تمريرة حاسمة، تاركًا أكثر من علامة استفهام حول جدوى التعاقد معه، بل وجد البعض في تصريحه محاولة لتحويل الأنظار عن مستواه المتواضع.
ويبقى ما سيذكره التاريخ من هذه المشاركة، ليس فقط الأرقام المتواضعة التي وقعها السومة، ولكن أيضًا هذه “الخرجة الإعلامية” التي بدت للبعض مستفزة، ولآخرين “محاولة مجانبة للمنطق”. فأن تُسأل عن جمهور الوداد، فتُشيد بجمهور الأهلي، رغم أن لا علاقة لهذا الأخير بالمشهد أو الحدث، هو ما يراه كثيرون موقفًا يفتقد للكياسة، خاصة في بطولة تمثل فيها الفرق شعار بلدانها، وجماهيرها جزءًا أصيلاً من الهوية.
في المحصلة، ستبقى صفقة السومة واحدة من “ألغاز الوداد” في هذه النسخة، ومثالا حيًّا على التعاقدات التي تُبرم بلا وضوح، في لحظة تحتاج فيها الأندية إلى قرارات دقيقة وفعّالة، وليس مجرّد أسماء ثقيلة في أرشيفها، لكن خفيفة في بصمتها داخل الملعب.




















0 تعليقات الزوار