ترسيم الكعبي في هجوم المنتخب المغربي.. خيار لا يقبل الجدل

أيوب الكعبي
حجم الخط:

عمرو البوطيبي هبة سبور

لا يبدو أن هناك منازع حقيقي اليوم على مركز رأس الحربة داخل صفوف المنتخب الوطني المغربي، فكل المؤشرات والمعطيات تصب في اتجاه واحد: أيوب الكعبي هو الخيار الأنسب، وربما الوحيد، لقيادة الخط الأمامي لـ”أسود الأطلس” في الاستحقاقات القارية القادمة.

منذ أن أعاد وليد الركراكي الثقة فيه، لم يخيب الكعبي الآمال، بل قدم أداءً ثابتاً وفعّالاً، محققاً أرقاماً تُحسب له بكل المقاييس. أهدافه الحاسمة، حضوره الذهني العالي، وقدرته على اقتناص أنصاف الفرص، كلها عناصر تجعل منه رأس حربة من طراز نادر.

ما يزيد من أحقية الكعبي في الترسيم هو نضجه الكروي، وخبرته التراكمية الممتدة منذ ظهوره الأول في مونديال روسيا 2018.

مسيرة طويلة دون ضوضاء، دون احتجاج، عنوانها الأبرز: الصبر والعمل بصمت. ورغم الاستبعاد “المؤلم” من مونديال قطر، ظل وفياً لقميص الوطن، فآمن بالعودة وعاد، ليُثبت أن جزاء المثابرين لا يضيع.

ترسيم الكعبي لا يجب أن يكون موضوع نقاش، بل ضرورة فنية وتكتيكية. في وقت تبحث فيه المنتخبات عن “رأس حربة كلاسيكي”، تملك المغرب واحداً من أفضلهم حالياً، لاعب صندوق بامتياز، حاسم أمام المرمى، ومتجانس مع بقية عناصر الهجوم.

أيوب الكعبي اليوم لا يحتاج إلى الفرص، بل إلى الثقة الكاملة. فهو ليس فقط هدافاً، بل نموذجاً للاعب الوطني الذي يعطي دون قيد أو شرط، ويثبت في كل مناسبة أن الاستحقاق لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل داخل المستطيل الأخضر.