ملاحظات فنية على أداء “الأسود”: وقت الحسم يفرض اختيارات أكثر واقعية

ملاحظات فنية على أداء “الأسود”: وقت الحسم يفرض اختيارات أكثر واقعية
حجم الخط:

رغم الطابع الودي لمباراة المنتخب المغربي أمام نظيره التونسي، فإنها حملت بين طياتها العديد من المؤشرات الفنية التي لا يمكن تجاهلها، خاصة بالنسبة للجهاز التقني بقيادة وليد الركراكي، وهو يستعد لتحديات أكثر جدية في قادم الاستحقاقات.

أمرابط… نجم كبير ولكن!

نور الدين أمرابط، الذي قدم الكثير للكرة الوطنية، يبدو أنه يعاني أمام المنتخبات التي تعتمد النهج الدفاعي الصارم. في المباريات المغلقة، حيث تُطلب السرعة في التحول وصناعة الفارق في المساحات الضيقة، بدا أن أمرابط يفتقد للحدة المطلوبة. مردوده في هذا النوع من اللقاءات لا يرقى لما يحتاجه المنتخب، خاصة في ظل تراجع مستواه البدني والتكتيكي مقارنة بالأسماء الصاعدة.

النصيري… فرص كثيرة، نجاعة قليل

يوسف النصيري لا يُنكر أحد قيمته في خط الهجوم، ولكن مع توالي المباريات، تزداد علامات الاستفهام حول قدرته على الحسم. صحيح أنه يملك القوة البدنية والتحرك الجيد، إلا أن معدل تحويله للفرص إلى أهداف يظل متواضعًا. ربما بات الوقت مناسبًا لتجريبه كخيار بديل “سوبر ساب”، بدل الإصرار على إشراكه كأساسي، وهو ما سيفتح المجال أمام مهاجمين آخرين لإثبات جدارتهم.

بن صغير… الموهبة وحدها لا تكفي

اللاعب الصاعد الياس بن الصغير أظهر إمكانيات فنية واعدة، لكن ميله المفرط إلى اللعب الفردي قد يُقوض مستقبله مع المنتخب إن لم يُراجع أسلوبه. اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي هما مفتاح البقاء في تشكيلة “الأسود”، ورسالة الدكة قد تكون ضرورية في حال عدم تعديل النهج.

التسديد من بعيد… سلاح مفقود

من أبرز الملاحظات على أداء المنتخب، قلة المحاولات من خارج منطقة الجزاء، رغم توفر اللاعبين القادرين على ذلك. وليد الركراكي مطالب بمنح تعليمات واضحة لتفعيل هذا السلاح، خاصة في ظل المنتخبات التي تكتفي بالتكتل الدفاعي. أحيانًا، التسديد البعيد هو المفتاح لفك الشيفرة.

في النهاية، ما زال أمام الطاقم التقني متسع من الوقت لتصحيح بعض الاختيارات وتوجيه اللاعبين نحو أداء أكثر فاعلية ونجاعة، خصوصًا مع اقتراب المواعيد الحاسمة التي لا تقبل التجريب ولا المجاملة.