في ليلة برتقالية بامتياز، صنع الثلاثي دايو، المحمدي، وياسين البحيري ملحمة جديدة في تاريخ نهضة بركان، وتركوا بصمة لا تُمحى في ذاكرة الكرة المغربية والأفريقية.
دايو… الحصان البوركينابي الذي غزا البطولات
يوسوفو دايو، المحارب البوركينابي، دخل سجل المجد كأول لاعب أجنبي في تاريخ الكرة المغربية يُتوج بثلاثة ألقاب لكأس الكونفدرالية. ليس هذا فحسب، بل أصبح أول لاعب في تاريخ نهضة بركان يتوج بكل البطولات التي شارك فيها مع الفريق، محلياً وقارياً.
كلماته الصباحية التي قال فيها: “أشعر أني مغربي”، لم تكن مجاملة. فقد عبّر عن حبه للمغرب عملياً، وظهر خلال مراسم التتويج حاملاً العلمين المغربي والبوركينابي، في صورة تجسّد الانتماء دون مبالغة، والتقدير دون مزايدة.
المحمدي… الحلم الذي انتظر ثلاثة عقود
أما منير الكجوي المحمدي، فقد جاء تتويجه تتويجًا لمسيرة طويلة وصبورة، نال فيها أخيرًا باكورة ألقابه مع بركان بعد أكثر من ثلاثين عامًا في الملاعب. لقب درع البطولة، ثم الكونفدرالية، كانت بداية لاختتام مشوار رائع، والأنظار تتجه نحو المزيد من الألقاب مع بركان. الفريق الذي شكّل بالنسبة له نقطة تحول، حيث تزامن انضمامه إليه مع التتويج ببرونزية أولمبية تاريخية في أولمبياد فرنسا .
البحيري… صبر ومكابدة تصنع المجد
بين هذا وذاك، يقف ياسين البحيري، أحد نجوم الفريق، الذي ذاق مرارة المشوار الطويل قبل أن ينال بعضًا من حقه في التألق. معاناة هذا اللاعب تستحق وقفة خاصة، وسيُعاد فتح صفحاتها لاحقًا بمشيئة الله، لتُروى كما ينبغي قصة لاعبٍ لم يستسلم، فأضاء بالبرتقال مسيرته.
بركان… من التأسيس إلى عقد البطولات
نهضة بركان، هذا الفريق الذي لم يكن قبل عقد من الزمن في الحسبان ضمن كبار القارة، أصبح اليوم قاب قوسين أو أدنى من إكمال “عقد البطولات” — عشرة ألقاب في عشر سنوات — في إنجاز غير مسبوق، يشهد على التخطيط والعمل الجاد والإصرار على النجاح.



















