هبة سبور- عمرو البوطيبي
في لحظة تختزل سنوات من العطاء، وقف يوسوفو دايو، عميد نهضة بركان ومنتخب بوركينا فاسو، رافعًا كأس الكونفدرالية الإفريقية، متوشحًا بالعلم المغربي، في مشهد يعكس وفاءً نادرًا وتاريخًا رياضيًا فريدًا سُطّر بأقدام من ذهب وقلب نابض بحب القميص البرتقالي.
منذ انضمامه إلى نهضة بركان سنة 2016، أصبح دايو أكثر من مجرد لاعب أجنبي في البطولة الوطنية؛ تحوّل إلى أحد رموز الفريق، وركيزة أساسية في صموده وتوهجه محليًا وقاريًا. مدافع لا يعرف المساومة، يمتاز بالقوة، الانضباط، والروح القتالية، مما جعله قائدًا حقيقيًا داخل الملعب وخارجه.
ثمانية ألقاب هي حصيلة ما حققه دايو مع نهضة بركان، في مسيرة استثنائية قلّ نظيرها بين اللاعبين الأجانب في المغرب:
•لقب البطولة الوطنية (1)
•كأس العرش (3 مرات)
•كأس الكونفدرالية الإفريقية (3 مرات)
•كأس السوبر الإفريقي (1)
هذه الأرقام ليست مجرد ألقاب محفوظة في أرشيف النادي، بل هي محطات تؤرخ لمشوار لاعب لم تغره العروض ولا أغوته الأضواء، فاختار الاستقرار في قلعة بركان، ليصنع مجده بهدوء وكبرياء المحاربين.
في زمن كثر فيه ترحال المحترفين، ظل دايو وفيًا لقميص نهضة بركان، حتى بات ابنًا من أبناء المدينة وسفيرًا لمبادئ الاستمرارية والولاء. واليوم، وهو يرفع الكأس الإفريقية الثالثة في مسيرته مع الفريق، لا يرفع فقط الذهب، بل يرفع صورة اللاعب النموذجي، المحترف الحقيقي، والمغوار الذي كتب اسمه في تاريخ الكرة المغربية بأحرف لا تُمحى.
يوسوفو دايو… صخرة بركان، قلب بوركينا، وروح مغربية في جسد إفريقي.



















