عمرو البوطيبي – هبة سبور
سطر نادي نهضة بركان فصلاً جديداً في كتاب أمجاده القارية، بتتويجه بلقب كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه، بعد تعادله خارج الديار أمام سيمبا التنزاني بهدف لمثله في إياب النهائي بمدينة زنجبار.
هذا التتويج يؤكد المكانة المتقدمة التي بات يحتلها ممثل كرة القدم الوطنية في خارطة الكرة الإفريقية، ويعكس نجاح مشروع كروي متكامل جمع بين التخطيط، الانضباط، والطموح المتجدد.
أرقام تؤرخ لموسم من ذهب:
حصن لا يُقهر: نهضة بركان لم يُهزم أبداً على ملعبه في تاريخ مشاركاته بكأس الكونفيدرالية، مؤكداً أن “الملعب البلدي” هو فعلاً “قلعة برتقالية” تُرهب الزوار وتُضيّق عليهم الخناق.
سيد المجموعات: 16 نقطة في دور المجموعات جعلت من نهضة بركان الفريق الأكثر حصداً للنقاط هذا الموسم، في إشارة واضحة لثبات المستوى والتركيز العالي منذ بداية الرحلة.
ملوك المباريات الخارجية: سجل الفريق اسمه في قائمة الشجاعة والنجاعة خارج الديار، محققاً انتصارات تاريخية في كوتونو، ديربان، باماكو، وأبيدجان، متجاوزاً كل ظروف الملاعب الإفريقية الصعبة.
هجوم ناري: بـ 28 هدفاً، أنهى الفريق النسخة كـ أقوى خط هجوم، في أداء هجومي جمع بين الإبداع الفردي والانضباط الجماعي.
دفاع حديدي: على الطرف الآخر، استقبل الفريق فقط 3 أهداف طيلة مشواره في البطولة، ما يعكس توازنه الرائع بين الدفاع والهجوم، ويعطي صورة عن قوة الشخصية الدفاعية للفريق.
تتويج مستحق… ومشروع يُثمر
اللقب الثالث لم يكن مجرد صدفة، بل تتويجاً لمشروع طويل الأمد بدأ منذ سنوات، يعتمد على الاستقرار الإداري، العمل القاعدي، وتوظيف ذكي للموارد البشرية والفنية. فالنجاح لم يأتِ بين ليلة وضحاها، بل كان ثمرة تخطيط، وإصرار، ودعم من الجماهير والسلطات المحلية.
المدرب والطاقم الفني عرفوا كيف يُوظفون طاقات الفريق، وكيف يُديرون اللحظات الحرجة، بينما اللاعبون كانوا في الموعد دائماً، لا يهابون خصماً، ولا يستسلمون لضغط.
نحو المجد الأكبر
هذا الإنجاز يفتح الباب أمام نهضة بركان للمشاركة في كأس السوبر الإفريقي ودوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل، حيث سيكون الفريق مطالباً بتأكيد مكانته في مصاف الكبار، ومواصلة رفع راية الكرة المغربية في سماء القارة.
نهضة بركان اليوم ليس فقط نادياً بطلاً، بل أصبح رمزاً لقصة نجاح مغربية إفريقية، يُثبت أن الطموح، حين يُصاحبه العمل الجاد، لا يعرف المستحيل.
