بورتريه رياضي : خالد السكاح ثعلب المضمار الذي أنهى السيطرة الكينية

انتظر خالد السكاح دورة الألعاب الأولمبية ببرشلونة والتي اجريت في ظروف مناخية قاسية من أجل الثأر من الكينيين بعدما جردوه لقب بطل العالم في العدو الريفي ببوسطن , حيث أعد العدة ووضع استراتيجية محكمة تخلو من مساعدة العداء المغربي الأخر حمو بوطيب , غير أن الأقدار شاءت أن يكون لهذا الأخير دور محوري في النهائي .

انطلقت ساعة الحسم وبدأ السباق حسب توقعات خالد السكاح , فقد استطاع البطل المغربي مقاومة رفع الإيقاع الذي كرسه الكينيان موزيس تانوي و وليام كوش و ريشار شيليمو في محاولة منهما للقضاء على أمال السكاح في تحقيق عودة قوية في الأمتار الأخيرة , وهو الذي تميز بسرعته النهائية الخارقة .

استسلم حمو بوطيب للحمض اللبني الذي تركز في عضلاته فواصل السباق يجر أقدامه دون أن يغادر المضمار , شأنه في ذلك شأن العديد من العدائين الذين لم يستطيعوا مجاراة الإيقاع السريع للسباق , غير أن السكاح قاوم وظل يتمركز في منتصف السباق ضمن كوكبة تتكون من خمسة متسابقين.

وعلى بعد دورتين من نهاية السباق , وقع حدث غريب سيظل عالقا في ذاكرة السباقات , ألا وهو حمو بوطيب والذي رفض أن يتجاوزه الثنائي السكاح وشيليمو وأصر على مضايقتهما محاولا أن يستمر في السباق ظنا منه أنه يحسن صنيعا لمواطنه خالد السكاح .

استمر التنافس ورفض بوطيب الرضوخ لطلب أحد الحكام والذي نبهه لفسح الطريق لكنه أبى، وعلى بعد 200 متر من خط النهاية رفع السكاح الإيقاع واستغل سرعته النهائية ليفوز على العداء شيليمو وليتوج بالميدالية الأولمبية لكن مع وقف التنفيذ , بحيث قرر الحكام اقصاءه بحجة أنه تلقى مساعدة من بوطيب .

عاش السكاح 24 ساعة في الجحيم , في الوقت الذي كانت فيه البعثة المغربية تسابق الزمن لرد الحق لصاحبه , وهو ما تأتى في الأخير حيث تقرر إعادة الميدالية للسكاح بالرغم من الغضب الكيني , وهو الغضب الذي لا يزال مشتعلا ليومنا هذا .

… ولد خالد السكاح يوم 29 يناير 1967 بمدينة ميدلت , في أسرة رياضية , بحيث أن أخوه كان ممارسا لرياضة العدو وعضوا في المنتخب المغربي لفئة الشباب , الشيء الذي كان له الأثر الإيجابي في توجيهه .

حب السكاح للجري لم يمنعه من مواصلة مساره الدراسي، حيث تخرج أستاذا للتربية البدنية في فاس , قبل أن يضع لنفسه موطئ قدم ضمن خانة الأبطال العالميين .

توج خالد السكاح في موسم 1990 و1991 بلقب بطولة العالم للسباقات على الطريق، وحصل على الميدالية البرونزية في بطولة العالم لألعاب القوى سنة 1991 بطوكيو.

توج بالميدالية الذهبية في أولمبياد برشلونة سنة 1992 في مسافة 10 آلاف متر، وانتزع الذهبية في نصف الماراثون في دورة أوسلو عام 1994، كما حصل على النحاسية في مسافة 5000 متر عام 1995.

بعد الاعتزال ولج خالد السكاح عالم التدريب والتسيير حيث أشرف على تدريب المنتخب الوطني للعدو الريفي وتولى رئاسة عصبة فاس سايس لألعاب القوى، فضلا عن عضويته منذ 2015 بلجنة العدو الريفي بالاتحاد الدولي لألعاب القوى.

زر الذهاب إلى الأعلى