كيف أصبحت الإشاعات عنوانا لـ”ميركاتو الانتقالات”؟

في فترة الانتقالات الأخيرة، عشرات الأسماء من لاعبي كرة القدم تمّ الربط يوميا بينها وبين قائمة طويلة من الأندية: شائعات تلو الأخرى، لم يتحقق منها إلا القليل، فما الذي يحدث في عالم الساحرة المستديرة؟!
كوتينيو، عثمان ديمبلي، نميار، مارسيليو، أسماء قليلة من بين عشرات اللاعبين الذين تحولوا إلى مادة دسمة لشائعات متواصلة خلال سوق الانتقالات الأخير. فمع بروز كل يوم جديد يظهر خبر جديد مختلف. وفي نهاية المطاف، يتضح أن اللاعب توجه بالأحرى إلى نادٍ لم يجري الحديث عنه من قبل أو فقط في اليومين الأخيرين قبيل الإعلان عن صفقة انتقاله رسميا.

هذا المشهد لم يكن حصرا عن الميركاتو الصيفي، وإنما هو بالأصل ظاهرة قديمة لكن الملفت في الأمر أنها باتت واقعا وجزء من “لعبة” بين أطراف متعددة في عالم الساحرة المستديرة تحديدا دون غيرها من الرياضات.

وصل الأمر إلى أن أسطورة البافاري كارل هاينز رومينغيه وفي تصريح لموقع “فوكوس” الألماني وصف الميركاتو الصيفي بأنه “مسرحية صيفية طريفة”، موضحا : “لقد توقفت عن نفي الإشاعات. أصبحنا نتابع الأمر بمتعة”.

المشهد معقد

وفي محاولة لشرح ما يحدث، نشر كاي بسوتا، الخبير الألماني المختص في تقديم استشارات للاعبين المحترفين، على موقع فوكوس الألماني تقريرا نشر فيه خلاصة تجربته في هذا الخصوص. وتكمن أهمية هذه الشهادة أنها صادرة عن شخص عمل لسنوات كصحفي رياضي وبعد ذلك انتقل إلى قلب الحدث سواء من خلال العمل كوكيل أومستشار للاعبين.

ويقول كاي بسوتا، إنه وكصحفي كان يعتقد أنه يتوفر على شبكة معلوماتية هائلة تمكنه من التأكد من المعلومات قبل نشرها، وتمده بالسبق المنشود. لكن مع انتقاله إلى “المعسكر الفاعل” كوكيل أعمال، اكتشف أن المعلومات التي كانت تصله لا تغط سوى 50 بالمائة من الحقائق، أن ما يصل إلى الصحفيين سواء من الأندية أو اللاعبين أو الرعاة وغيرهم يكون متأخرا عن الواقع على الأقل بمعدل “24” ساعة.

ضغوطات هائلة على وسائل الإعلام

في المقابل وفي ظل الزخم الجديد الناتج عن ظهور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تجد وسائل الإعلام نفسها أمام ضغوطات هائلة. فهي من جهة، مجبرة على تقديم الأخبار بشكل متواصل وبكمية تضاعف حجمها عن العقدين الأخيرين. ومن جهة أخرى هناك شحة في المعلومات التي تصل من المصادر.

هذا الوضع أنتج حسب الخبير ما وصفها بأخبار من وحي “الإبداع”. ويسوق مثالا على ذلك بالقول: “بات صحفي اليوم يربط بين خبيرين، ويصنع الثالث، فمثلا: “برشلونة يبحث عن ظهير أيسر” و”فيليب ماكس يريد الرحيل” خبران منفصلان، يتم مزجهما إلى “برشلونة يريد التعاقد مع فيليب ماكس”، رغم أن النادي الإسباني في حقيقة الأمر لم يكن يوما مهتما بالمدافع.

تعامل الأندية مع الصحفيين

بالنسبة للخبير الرياضي استسلم قسم من الصحفيين، سواء عن قصد أو دون قصد للوضع على حساب مصداقية الخبر، خاصة أمام انتشار “الأخبار الكاذبة” التي باتت عملية الكشف عنها أكثر صعوبة. الخبيرلا يريد بذلك ضرب مصداقية الصحافة كما يقول، وإنما يريد فقط الإشارة إلى وضع الصحفيين الرياضيين بات أكثر سوءا من السنوات التي مضت، لأن حجم الضغوطات الملقاة على عاتقهم أصبح أكبر بكثير.

وما يزيد الطينة بلة، أن الأندية باتت هي الأخرى وبدم بارد تستغل الصحافة لتسريب أخبار معينة قصد التأثير على مجى الصفقات أو قيمتها، وقد تكون أخبارا مضللة أيضا. ألم ينف بشدة كلاوس ألوفس، مدير الرياضي في فولفسبورغ آنذاك خبر انتقال الدولي السابق أندريه شورله من تشيلسي، مدعيا أنها “شهادة شرف” وبعد ذلك بأيام أعلن عن انتقال الدولي الألماني إلى فولفسبورغ؟!

و.ب

زر الذهاب إلى الأعلى