سحب شارة قيادة إنتر من إيكاردي.. من الفائز والخاسر من القرار؟

أعلن إنتر بشكل مفاجيء مساء الأربعاء عن تعيين سمير هاندانوفيتش كقائد جديد للنيراتزوري بدلاً من ماورو إيكاردي، في خطوة قد تكتب فصلاً جديداً في علاقة الأرجنتيني بالنادي.

ولم تكن العلاقة في الفترة الأخيرة بين الطرفين على ما يرام في ظل توتر الأجواء بسبب تصريحات واندا نارا، زوجة اللاعب ووكيلته، من جانب، وبيبي ماروتا، مسؤول القسم الرياضي بالنادي، على الجهة الأخرى.

قرار سحب الإشارة من إيكاردي يمكن النظر له على كونه خطوة وإشارة مهمة من النيراتزوري نحو الأرجنتيني بأن النادي يأتي فوق الجميع بعد تصريحات واندا الأخير وسكوت زوجها على الإساءات المتكررة بحق فريقه رغم كونه قائده.

وإذا بدأنا بالفائزين من وراء قضية سحب الشارة، فستأتي مباديء إنتر فوق كل شيء، اللاعب وزوجته لم يحترما النادي الذي لطالما تغنوا بحبهم له ولألوانه بتكرار التصريحات حول الأموال والعقود، ويبدو أن وصول ماروتا أنهى عصر الحميمية والود الذي كان يدار به الفريق، وبدأت مرحلة الاحترافية والقواعد فوق أي اسم، مهما كانت أهميته للفريق.

منذ وصول ماروتا وبدا التغيير الجذري واضحاً، والبداية كانت مع استبعاد رادجا ناينجولان في القمة أمام نابولي بديسمبر الماضي وتغريمه مادياً، في رسالة واضحة للجميع أن القواعد تسري على الكل بلا استثناءات، أمر مشابه كان في حالة إيفان بيريشيتش عندما خرج وأعلن علانية أن اللاعب طلب الرحيل ولكن لن يحدث إلا بشروطنا، مما ترك الكرواتي مع وضع صعب مع جماهير ناديه على الأقل حتى نهاية الموسم، وأصبح مطالباً بتقديم أفضل ما عنده من أجل أن تتقبله مجدداً، أو حتى يعيد تسويق نفسه وجذب نظر المهتمين بعد المستوى الباهت بالنصف الأول

تلك القرارات تجعل ماروتا هو الرابح الأكبر لأنه أعلن علانية عن أنه يملك الصلاحيات كاملة ويملك الدعم الكامل من الإدارة الصينية، وأصبح بإمكانه إرساء قواعد ونظام يضع النادي أقوى من أي لاعب حالي بالفريق، أو سيأتي مستقبلاً، كما أنه قرب النادي من تحصيل مبلغ لن يقل عن 110 مليون يورو في حال بيع الأرجنتيني، وهو ما يمنحه قدرة شرائية كبيرة الصيف المقبل.

على الجانب الآخر، الخاسرون كُثر في تلك القضية، بداية من إيكاردي نفسه الذي خسر قطاع كبير من جماهير ناديه بتفضيله مصلحته الشخصية على الفريق، وهو أصلاً الذي لا يتمتع بعلاقة قوية مع الأولتراس بعد المشكلة معهم في 2015 ورفضهم التصالح، أو حتى ترديد اسمه حتى الآن.

عانى إيكاردي الأسابيع الماضية من تراجع مستواه الفني وابتعاده عن التهديف، وسحب الشارة بالتأكيد سيشكل عبئاً نفسياً كبيراً على اللاعب ويزيد الضغوط، ولكنه سيكون امتحاناً لمعدنه وإثبات مدى الولاء الذي تحدث عنه للقميص الأزرق والأسود بغض النظر عن استمراره من عدمه بعد نهاية الموسم الجاري.

شخص آخر يمكن اعتباره في عداد الخاسرين هو نائب الرئيس والأسطورة خافيير زانيتي، الأخير هو من اختار إيكاردي لخلافته في حمل الشارة، ونزعها منه يوضح سوء قراره منذ البداية ويضعف موقفه في الإدارة، خصوصاً بعدما تعالت الأصوات والنقاشات عن مدى صلاحيته لمنصبه من الأساس، في ظل عدم إظهاره لشخصية قيادية به مثلما كان الحال وقتما كان لاعباً.

واستكمالاً للخاسرين، فلوشيالنو سباليتي والفريق ككل فنياً بالتأكيد سيكون تحت وقع تأثير هذا القرار وأثره على هدافه ونجمه الأول، ولكن الأول تبدو أيامه معدودة في منصبه، وغالباً لن يتواجد بعد حلول نهاية الموسم الجاري، بينما الفريق ككل سيكون عليه تحمل توابع القرار بالوقت الراهن والتركيز على المكاسب التي ستأتي منه على المدى البعيد، خصوصاً وأن العام الحالي الفريق لا يملك إلا تأمين تأهله لدوري الأبطال ومحاولة الفوز بالدوري الأوروبي، البطولة التي لا تدخل كثيراً في حساباته وحسابات الفرق الإيطالية عموماً.

اسماً أخيراً يمكن وضعه في الخانتين هو واندا، زوجة إيكاردي لعبت بالنار بتصريحاتها، ولكن لا أحد يعرف هل كانت استراتيجيتها هو النجاح في الحصول على عقد جديد ورفع راتب اللاعب مرة جديدة، أم كانت تسعى لخلق الوقيعة ودفع النادي لبيع الأرجنتيني ونقله لنادي أكبر، والتكسب مادياً لها ولعائلتها؟ لا أحد يعلم.

في النهاية يمكن القول إن على المدى القريب الخسائر كثيرة وستكون ذات وقع ثقيل على إنتر وإيكاردي، ولكن على المدى البعيد يبدو ماروتا والصينييون يعلمون جيداً ما يفعلون وهناك خطة قد تجعل إنتر هو الفائز الأكبر من وراء كل تلك القرارات التأديبية الأخيرة مع نجومه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى