بعد تشكيلة موتا المثيرة.. تعرف على أغرب الخطط في تاريخ كرة القدم

انطلق تياجو موتا نجم باريس سان جيرمان السابق في رحلته التدريبية مع فريق الشباب بالنادي الباريسي وبدأها بتصريح غاية في الغرابة أثار العديد من الانتقادات والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبين الأوساط الرياضية.

موتا قال: “سألعب بطريقة 2-7-2، وهذا لا يعني أنني سأضيف لاعبًا جديدًا في الملعب، بل أن حارس المرمى سيكون له دورًا اضافيًا، سيبدأ اللعب من عنده وسيكون المهاجم هو مدافعي الأول”.

تلك التصريحات قلبت الدنيا رأسًا على عقب، فالذي يقوله نجم باريس سان جيرمان السابق ربما يكون غير قابل للتصديق أو للتطبيق في الوقت الحالي لكن أيًا من الخطط التي اقترحها عباقرة التدريب سابقًا لاقت قبولًا جماهيريًا أو إجماع في الأوساط المرتبطة بمجالها عمومًا.

في الأسطر المقبلة سنرصد لكم عددًا من الخطط الأغرب في التاريخ والتي نجح بعضها وأخفق بعضها لكنها في النهاية اتفقت جميعها على أنها خطط مختلفة وولدت من رحم لحظات ابداع نادرة في عمر كرة القدم.

 

جنون الإنجليز الهجومي

لا يخفى على أحد أن الإنجليز هم من اخترعوا كرة القدم وهم أقدم الشعوب في العصر الحديث لعبًا لها وأول من نظموا بطولات دورية لها.

بداية الكرة مع الإنجليز لو نظرنا لها الآن سنتعجب كيف لفريق أن يهاجم بكل هذا العدد من اللاعبين دون أن يسجل هدفًا واحدًا.

هكذا كان الأمر في مواجهة إنجلترا واسكتلندا، والتي كانت المواجهة الدولية الأولى في تاريخ كرة القدم وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف.

رغم ذلك خاض المنتخب الإنجليزي المباراة بمدافع وحيد ولاعبي وسط ملعب وسبعة مهاجمين، في المقابل كان المنتخب الأسكتلندي أكثر حذرًا عندما قرر الدفع بمدافع إضافي وتقليل عدد المهاجمين لستة فقط.

الخطة في تلك المباراة لم تكن الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، بل كانت القاعدة الأساسية التي سارت عليها معظم الفريق من بعدها وحتى بدأ القرن الجديد.

حدة الجنون الهجومي قلت بعد ذلك في الكرة الإنجليزي وظلت لسنوات تعتمد على خمسة مهاجمين فقط، مع توزيع ما تبقى من لاعبين ما بين الدفاع والوسط.

 

أياكس فان جال

في موسم 1994-1995 نجح فريق أياكس بقيادة المدرب الهولندي لويس فان جال في الحصول على لقب الدوري المحلي بدون أي هزيمة وحقق لقب دوري أبطال أوروبا أمام عمالقة القارة، فقط بعدد من لاعبيه المحليين القادمين من الناشئين وبضع الإضافات البسيطة من الخارج.

نجاح فان جال تمحور حول أمر واحد كانت له النسبة الأكبر في أسباب ذلك النجاح، وهو الخطة الثورية التي اعتمدها المدير الفني في ذلك الوقت.

فان جال خاض ذلك الموسم بخطة 3-3-1-3، هي أقرب لـ 3-4-3 لكن بدون وجود أطراف في وسط الملعب، حيث اكتفى بوجود كل من أوفرمارس وفينيدي في الهجوم وبينهما كلويفرت وخلفهم ليتمانين.

وفي وسط الملعب وجود كل من ريكارد وأمامه سيدورف وديفيدز كان حاسم في تأمين دفاعات الفريق ووسط ملعبه خلال تلك الفترة ومنحه التفوق العددي والنوعي على كافة كبار القارة.

 

جوارديولا 2010

بعد أن حقق بيب جوارديولا السداسية التاريخية كانت طريقته الأساسية هي 4-3-3 وهي جوهر برشلونة الذي لم يتغير منذ سنوات الا في حالات نادرة وفي الموسم الماضي مع فالفيردي، والذي عاد مؤخرًا لـ 4-3-3.

لكن مع بيب جوارديولا وفي موسم 2009-2010 أراد المدرب الاسباني الذي حققً نجاحًا غير مسبوق أن يمنح فريقه المزيد من المرونة، ويمنح الخصوم المزيد من المشاكل.

جوارديولا اختار أن يقوم بذلك على حساب وسط ملعبه الذي فرغه من كل نجومه لعدد من المباريات خلال الموسم وترك الثنائي يايا توريه وسيرخيو بوسكيتس فقط ليقوما بمهام الجميع.

في الوقت نفسه منح إنييستا حرية الانضمام للثلاثي الهجومي على الطرف الأيسر أحيانًا وفي القلب أحيان أخرى لتنقلب الخطة لـ 4-2-4 بوجود الرباعي المرعب ميسي وهنري في القلب وإنييستا وبيدرو على الطرفين وبجود تبادل مستمر في الأدوار.

 

ديل بوسكي 2012

خاض المدير الفني الاسباني بطولة أمم أوروبا 2012 وهو بطل النسخة الأخيرة من البطولة وكذلك بطل العالم بعد مونديال 2010.

علم ديل بوسكي وقتها أن الحلول المعتادة لن تنفع فريقه في مواجهة فرق تضع له ألف حساب كونه بطل أوروبا والعالم، وأراد أن يقدم لهم مفاجأة لم تكن الأحدث من نوعها في كرة القدم لكنها كانت صاعقة ونجاحها فاق التوقعات.

ديل بوسخي خاض البطولة بخطة 4-6-0 وبدون وجود رأس حربة صريح أو أجنحة وبوجود ست نجوم في وسط الملعب، لم يتخيل أحدهم أن يجاور هذا العدد من أشباهه.

بوسكيتس بجواره ألونسو وأمامهما تشافي هيرنانديز على يمينه إنييستا وعلى يساره ديفيد سيلفا وبينهما سيسك فابريجاس الذي كان النقطة المحورية في نجاح تلك الخطة.

فابريجاس كان يتحول خلال تلك المباريات ليكون مهاجمًا وهميًا يأتي من الخلف بدون رقابة حقيقية من الدفاع فيجد نفسه في أماكن خطورة لا تتاح غالبًا لمهاجمي الفريق، وكان يتبادل ذلك الدور أحيانًا مع إنييستا وأحيان أخرى مع ديفيد سيلفا.

في النهاية نجح المنتخب الاسباني في حصد لقب أمم أوروبا الثاني على التوالي ليكون الفريق الوحيد الذي نجح في جمع لقبي أمم أوروبا مع كأس العالم بشكل متتالي.

 

مصيدة تسلل ساكي

مشاهدة جيل ميلان بقيادة أريجو ساكي كان متعة للعين في ذلك الوقت، ذلك الجيل الذي سيطر على البطولات المحلية والأوروبية لسنوات لم يكن تقليدي على الاطلاق.

اذهب لمحرك البحث الشهير جوجل وأبحث عن كلمة مصيدة تسلل ساكي وشاهد مقاطع الفيديو المتنوعة التي سيوفرها لك كنتائج لذلك البحث.

ساكي كان يحرك فريقه كاملًا في لحظة واحدة مما يدفع بالخصم للخلف، فقانون التسلل كان مختلفًا في ذلك الوقت عما هو عليه في الوقت الحالي.

كان قانون التسلل يقضي وقتها بأنه طالما هناك لاعب واحد في حالة تسلل بالفريق فأن أي تمريرة للأمام سيتم رفع الراية مع خروجها من أقدام الفريق، حتى لو كانت للاعب في غير حالة تسلل.

ميلان نجح بتلك الخطة في تجاوز عمالقة كبار في عالم كرة القدم وقفوا عاجزون أمام تلك الفكرة رغم بساطتها الواضحة للجميع.

 

قلبي الدفاع

سبق أن ذكرنا أن الإنجليز هم أول من استعان بثنائي فقط في الدفاع دون وجود أظهره أو وسط ملعب دفاعي، لكن الأمر تكرر منذ أشهر قليلة عندما كان خورخي سامباولي مديرًا فنيًا للمنتخب الأرجنتيني ويحضر لمباراة ودية ضد سنغافورة.

سامباولي قرر ألا يستعين بالأظهر وأن يدفع بقلبي دفاع فقط في تلك المباراة الودية كانا هما فازيو ومامانا أمامها كل من أكونا وبيليا وسالفيو كوسد مدافعين، وكل من ديبالا ولانزيني وسط هجوم وعلى الأطراف جوميز ودي ماريا وفي الهجوم كوريا وحيدًا لتكون خطته على الورق وداخل الملعب 2-3-4-1.

إذا ما دققنا النظر قليًلا لخطة سامباولي سنرى أنها تطابق مع واحدة من أقدم الخطط في التاريخ الخاصة بالإنجليز، فقط استعان بوجود ثلاثي وسط دفاعي بدلًا من توزيع ثنائي منهما على الأطراف، وأبقى على لانزيني وديبالا بواجبات دفاعية بدلًا من أن يصبحا رأسي حربة متأخران.

 

 3-6-1

في عام 2006 نجح المنتخب الأسترالي في العودة لكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1974 وبعد سنوات طويلة للغاية من الغياب.

جوس هيدينك كان مديرًا فنيًا وقتها للفريق وأراد التأكد أن فريقه سيملك التفوق العددي على الأقل في وسط الملعب أمام خصومه في دور المجموعات وهو ما قد يقوده بشكل ما للأدوار الاقصائية.

وبالفعل استعان هيدينك بثلاثي دفاعي أمامهم ستة لاعبين في وسط الملعب، وأستطاع أن يحصد الاستحواذ أمام كل من اليابان والبرازيل وكرواتيا بنسب رائعة نجحت في قيادته للأدوار الاقصائية.

لكن لسوء حظه اصطدم بإيطاليا في دور الـ 16 وتلقى الخسارة بنفس الطريقة، لكنه أبقى على تفوقه فيما يتعلق بالاستحواذ رغم الخسارة بهدف نظيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى