نسخة الليغا هذا الموسم تعد بالإثارة والتشويق

لا تتقبل الصفحات الأولى للجرائد الإسبانية حقيقة أن الأندية الإسبانية الكبرى التي يغطون أخبارها بشكل مكثف تخسر مبارياتها، ولكنها البداية الأمتع للدوري الإسباني ربما منذ سنين.

8 مباريات مرت، ونقطتان فقط تفصلان الأندية الستة الأولى، و7 نقاط تفصل المتصدر إشبيلية عن جيرونا صاحب المركز الـ15.

في الدوري الإنجليزي، 7 نقاط هي الفارق بين المركز الأول، مانشستر سيتي، والثامن، مانشستر يونايتد، فيما لم يهزم أول 3، المتصدرون مانشستر سيتي، وليفربول، وتشيلسي.

أما الليجا، فكل فريق على الأقل خسر مباراة، بينما تلقى برشلونة بطل الدوري 9 أهداف في 8 مباريات، وهزم بواسطة متذيل الترتيب حينئذ ليجانيس.

في السنوات الأخيرة، كان برشلونة وريال مدريد دائمي السيطرة على البطولات، لقد فازا بـ12 من آخر 13 لقبًا لليجا «برشلونة 9، ومدريد 3» ولم يدخل معهما في حسبة الفائزين سوى أتلتيكو مدريد الذي حصد اللقب عام 2014، هذا يعبر عن حقيقة واضحة، الناديان متفوقان اقتصاديًا على البقية بشكل واضح.

ميزانية برشلونة هذا الموسم هي الأعلى في عالم كرة القدم، بعائدات تصل إلى 914 مليون يورو، لموسم 2017-2018، فيما تغطي رواتب لاعبي كرة القدم نسبة 61% من مصروفاتها، في ظل اتجاه النادي لتقليص النفقات كلما أمكن.

أما ميزانية ريال مدريد، فمقدرة بـ690 مليون يورو، وأتلتيكو مدريد بـ400 مليون يورو، وإشبيلية بـ200 مليون يورو، وفالنسيا بـ120 مليون يورو، الميزانيات تتهاوى بشكل واضح فيما عدا تلكم الأندية، لتصل في النهاية إلى هويسكا وإيبار صاحبي الميزانيتين المقدرتين بـ40 مليون يورو.

وتسوق الليجا نفسها بقوة شديدة على المستوى العالمي، في ظل السباق المحموم مع البريميرليج، الأمر الذي طرح تساؤلات عديدة حول جدوى لعب مباراة في الولايات المتحدة الأمريكية كما هو مزمع، وفي ظل رفض كبار الأندية وعلى رأسها ريال مدريد لتمرير هذا الأمر، تبدو عوائد التليفزيون الإسباني في اتجاهها للنمو مع خطوة كتلك.

وبدءًا من الموسم القادم، ستتشارك الأندية الإسبانية في عائدات تقدر بـ1.14 مليار يورو من عائدات البث التليفزيوني، فيما تعلو النسبة قليلًا في الدوري الإنجليزي، لتقدر بـ1.46 مليار يورو.

الهوة تقل عمومًا، وهو الأمر الذي تمثل بقوة في الموسم الماضي، حينما حصد برشلونة 146 مليون يورو من عائدات البث الموسم الماضي، وريال مدريد 140 مليون يورو، وأتلتيكو مدريد 99 مليون يورو، وبلباو 99 مليون يورو.

الموسم الماضي كان الأول الذي تبيع فيه رابطة الدوري الإسباني الحقوق التليفزيونية للدوري بالمجموع توافقًا مع القانون الإسباني، وتحت النظام السابق، الأندية كانت تحصل على حقوقها بشكل فردي.

النظام الجديد يساعد بشكل كبير، والحضور زاد بشكل أكبر في الملاعب وكذلك على مستوى المشاهدة التليفزيونية، وخصيصًا في الحالة الأولى بالنسبة للأندية التي وسعت ملاعبها مثل ريال بيتيس، وبلباو، وأتلتيكو، بينما حقق ليفانتي نجاحًا عظيمًا من عروض التذاكر للمشجعين الموسميين، بنسبة حضور ثابتة تقدر بـ20 ألف شخص.

وعمومًا، ارتفع حضور الجماهير في الليجا ليصل إلى متوسط 27500 مشجع في المباراة الواحدة، ذلك الرقم يرتفع بالتأكيد في حالتي برشلونة وريال مدريد، بينما ينخفض لدى فريق مثل هويسكا بواقع 7000 مشجع.

6 أندية إسبانية يحضر لها في لقاءاتها على ملاعبها متوسط 40 ألف مشجع، ولكن رابطة الليجا تبدو قلقة حيال وجود العديد من المقاعد الشاغرة في الكثير من الملاعب.

جزء من ذلك بسبب أنه في ظل حصول حاملي التذاكر الموسمية على خدمات جيدة نظير المال المدفوع، فإن المشجعين أصحاب الحضور الموسمي لا يكترثون كثيرًا لهذا، وهو ما يمنحهم بطاقات بثمن أقل بنسبة 70 دولارًا للتذكرة الواحدة، ولذلك يمكننا أن نرى لقاء مثل إسبانيول وبلباو بنصف العدد المكتمل من الجماهير، لأن التذاكر الموسمية ذات الثمن المخفض ذهبت كلها إلى الحاضرين الموسميين، بينما لم يبق من التذاكر لغيرهم سوى الأغلى، وهو ما يسبب عزوف الكثيرين عن حضور المباريات من غير حاملي البطاقات الموسمية.

ولكن إسبانيول الآن في المركز الخامس، المركز الذي لم ينه الدوري فيه منذ عام 2005، ومدينة بحجم برشلونة تستطيع استيعاب فريقين من العيار الثقيل، الأمر نفسه وأكثر يحدث حينما يتعلق الأمر بقطبي مدريد، وهذا ينعكس على رحلات الطيران المختلفة.

وفي ظل بقاء 30 جولة، البعض سيتفاجأ لأن برشلونة وريال مدريد بدآ يريان بوضوح أنهما لابد أن يفعلا ما فعلاه طيلة المواسم الماضية على مستوى الأداء، ولكن في ظل رحيل زيدان ورونالدو وصعود جيل من الشباب في مدريد، لن تبدو المهمة سهلة، تمامًا كما لن تبدو سهلة لأبناء إقليم كتالونيا في ظل الدفاع البرشلوني الهش.

في 2002، كان ريال سوسيداد على بُعد مباراة واحدة يفوز بها كي يتوج بالليجا، بينما كان إشبيلية يحتاج مباراتين للتتويج في 2007، فيما فاز ديبورتيفو لاكورونيا وفالنسيا باللقب فعليًا هذا القرن.

على الرغم من كل ذلك، لا يبدو متوقعًا أن تنتهي البطولة بين يدي أحد بخلاف برشلونة والريال، ولكن الأمتع سيكون بكل تأكيد مع المنافسة الشرسة التي يبدو أنها بدأت هذا الموسم، والأكثر متعة أن يتوج فريق غيرهما بالبطولة، وترتفع متعة الليجا إلى أقصى درجاتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى